رحل الكاتب الكبير سعيد الكفراوى، وترك خلفه حزنا كبيرا يمكن رصده فى كلمات الرثاء التى قيلت وفى المشاعر الصادقة الواضحة جدا خلف الكلام، لكن هناك ليس مثل رثاء الكاتب الكبير "جار النبى الحلو" الذى كتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك يقول "مع السلامة يا عمرى".
هذه الجملة المثقلة بالصدق، ستقرأها مرتين، الأولى سترى فيها رثاء من "جار النبى الحلو" إلى صديقه وحبيبه سعيد الكفراوى، وفى المرة الثانية سترى فيها رثاء للذات، أى أن "جار النبى الحلو" يرثى نفسه، ينظر إلى أيامه فيجدها قد ولت عندما ولى رفقاء رحلته وظل وحيدا.
من البديهيات التى يعرفها الوسط الثقافى "شلة المحلة" بأفرادها ومنهم سعيد الكفراوى وجار النبى الحلو، وقد امتازت هذه "الشلة" بشيء رائع وهو "الطيبة" هذا ما تجده عند من نعرفهم من هذه المجموعة، تكفى رؤية ملامح جار النبى الحلو لتكتشف ذلك، ويكفى لقاء بسيط مع سعيد الكفراوى لتعرف أى بحر من الحنان فى قلبه، ويكفى الاستماع إلى محمد المنسى قنديل لتدرك أن الطيبين لا يزالون يمنحون الأرض الطمأنينة.
والطيبون عندما يرثون لا يفرقون بين الذات والآخر، لأنه لا آخر هنا، حياتهم مرتبطة بالناس، بأهلهم، وكلمة الأهل هنا كلمة ليست مختصرة ولا أنانية إنها تعنى الأحباب، و إن سألت "جار النبى الحلو" سيخبرك وما عمرى غير الرفاق الذين عرفتهم وعرفونى، وسعيد الكفراوى أولهم.
لذا عندما قرأت رثاء جار النبى الحلو، شعرت بحزن أكبر، حزن يليق بفقد كاتب كبير وبإحساس الفقد الذى راح يهدد جيلا مهما فى تاريخ الثقافة المصرية، وتمنيت أن أشد على يد جار النبى الحلو وأن أقول له "بارك الله فى عمرك".