تقدم وزارة النقل كل صباح بيان مكرر، دون تغيير حرف واحد، لإعلان التأخيرات فى حركة القطارات، والغريب أن البيان يذكر أن هذه التأخيرات "متوقعة" وكأنه يقدم الجديد يوميا، فى حين أن الأمر لم يخرج عن مجموعة أسطر مكررة بنفس الأسلوب والصياغة وبنفس التقديرات الزمنية، فبيان اليوم هو بيان الأمس، هو بيان الشهر الماضى وهكذا..
الحقيقة لا أعرف هدفا من إعلان وزارة النقل هذا البيان المكرر يوميا، هل من أجل إحباط أى حديث أو أخبار عن تأخيرات القطارات؟! أم أنه يستهدف تشويه سمعة السكة الحديد التى يقترب عمرها فى مصر إلى 170 عاما، فبمجرد الكتابة على محركات البحث فى الانترنت أى كلمة عن السكة الحديد ستجد النتائج الأولى عبارة عن التأخيرات اليومية المكررة التى تقدمها لنا وزارة النقل.
بعض الزملاء أخبرنى أن وزارة النقل تعلن هذا الإشعار يوميا من أجل قطع الطريق على شكوى أى مواطن من التأخيرات، والرد السحرى على أى شكاوى قادمة من أى جهة، فالإجابة تكون دائما:" نشرنا البيان اليومى الخاص بالتأخيرات وأخبرنا المواطنين"، وهنا أتحدى أن تكون هناك كلمة واحدة مختلفة فى البيان الذى تتحدث عنه الوزارة على مدار عام كامل.
القضية الأساسية ليست بيان وزارة النقل بتأخيرات القطارات، الذى هو والعدم سواء، فلا يقدم معلومة جديدة ولا يحمل أى خبر، بينما المشكلة تكمن فى التأخيرات الفعلية التى لا تجد حلا لها ولم تخبرنا الوزارة متى يتم التعامل معها، ومتى ينتهى البيان النمطى الروتينى الخاص بالتأخيرات الوهمية التى يتم الإعلان عنها.
الحقيقة أنا أشفق على الطاقم الإعلامى الكبير الموجود داخل وزارة النقل والمستشارين والموظفين، والهيئات والإدارات والشركات التابعة للوزارة، الذين يتحملون يوميا عناء إرسال هذا البيان "الباهت"، ظنا منهم أنهم يمارسون دورهم على الوجه الصحيح، واعتقادا أنهم يقدمون خدمة لجماهير الركاب، في حين أن ما يفعلونه ليس أكثر من خداع متلقى الخدمة، الذى يقع ضحية لهذه البيانات المضللة.
إذا كان لدى وزارة النقل نية حقيقية فى إعلان التأخيرات فى حركة مسير القطارات يوميا، فعليها أن تخبرنا بالتأخيرات الحقيقية، وتعلن في نهاية كل يوم الوقت الفعلى لهذه التأخيرات، لا أن يكون الأمر للاستهلاك الإعلامى ومجرد بيان تضعه إدارة الإعلام بوزارة النقل ضمن كشوف إنجازاتها للوزير.