لم تترك جماعات الضلال فرصة، إلا واستخدمت مواقع التواصل الاجتماعى وإعلامها المعادى، مسرحا لبث سمومها، وخدمة أهدافها، من خلال تشويه سمعة الأوطان، ونشر معلومات وأخبار كاذبة مغلوطة لخلق حالة من الفوضى في المجتمعات، وهذا وضح جليا خلال الساعات الماضية، بعدما شهدت البلاد موجة من الطقس السيىء، مستغلين تلك التغيرات المناخية مطية لأهدافها الخبيثة والمسمومة غير عابئين بمدى القلق والتوتر الذى ينتاب الناس من مثل هذه الظواهر المناخية المفاجئة.
لتواصل أبواق التنظيمات الإرهابية، حملاتها الممنهجة ضد الدولة المصرية حيث قامت بتكثيف تركيزها على واقعة الأمطار والعمل على التهويل وخلق حالة من الذعر لدى المواطنين من خلال نشر صور وفيديوهات قديمة عن وجود سيول بالمحافظات، وكذلك التضخيم فى عدد الضحايا، وذكر تقارير دولية مشبوهة عن الظاهرة، ومنتقدين تحركات المسئولين، وعدم قدرة الحكومة على تصريف المياه والسيطرة، وعاقدين مقارنات باطلة بين ما يتم فعله من مشروعات ضخمة مثل الكبارى ومحاور الطرق والمدن الجديدة، وبين عجز الدولة في مواجهة الأمطار.
ولم تكتف منابر الشر باستغلال الظاهرة المناخية، بل قامت بتدشين عدة حملات مجهولة على السوشيال ميديا لنشر الأكاذيب بأن هناك كارثة بيئة ستتعرض لها سواحل مصر الشمالية، متجاهلين تأكيدات خبراء الأرصاد بأن الأعاصير لا تحدث إلا فى البحار المفتوحة مثل المحيطات، ولا تضرب البحار المغلقة مثل البحر المتوسط أو البحر الأحمر، وهذا إن دل فإنه يدل على أن تلك القوى لا تترك واردة ولا شاردة إلا وتبث سمومها من أجل ضرب الدولة متوهمين تحقيق أغراضهم الخبيثة مرة ثانية.
ورغم ذلك، سيظل المطر من أهم النعم التى أنعم بها الخالق سبحانه تعالى على الإنسانية، لأنه هو من يهب الحياة للأرض وما عليها، وقد قال عنه عز وجل، "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِى الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِى الْأَلْبَابِ﴾.
ومن جهة أخرى يجب على الدولة مواجهة صحافة وإعلام "بير السلم"، وتوعية الناس بضرورة تحرى الدقة، إضافة إلى ضرورة وضع خطة من جميع الجهات المنوطة بضبط أداء العمل الإعلامى، ومواجهة حرب الشائعات والرد علي الأخبار المغلوطة، وخاصة أن الشائعات السلبية تنتشر بسرعة البرق، وأن أخطر الأسلحة وأكثرها تدميرا هو سلاح الشائعات، وأن الوعي هو السلاح الأول في مكافحة تلك الأفكار الشاذَّة والأوبئة التي تعصف بالمجتمعات.
وأخيرا.. لا نملك إلا أن نردد الدعاء الذى هو لب العبادة وأساسها، وإليه يلجأ المسلم فى وقت الشدة، ويذكره أيضا فى وقت الرخاء، ولهذا قال سبحانه وتعالى "وقال ربكم أدعونى أستجب لكم)، وقال عز وجل: (وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانى" ، وقد ثبت بالدليل الشرعى عن قول النبى الكريم عندما ينزل المطر "اللهم صيباً نافعاً، اللهم إنى أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به".