فى كلمته بالأمس لجموع الشعب المصرى للحديث عن موقف الدولة وتحركاتها فى ملف الوقاية من فيروس كورونا، والجهود المبذولة للمجابهة، دشن الرئيس عبد الفتاح السيسى، مصطلحا هاما عندما قال: "الوعى هو اللقاح الحقيقى"، وهذه العبارة القصيرة تلخص الوضع الحالى ليس فى مصر فقط، بل فى العالم كله، فمازال الوعى وقواعد التباعد الاجتماعى، وارتداء الكمامات، والالتزام بالنظافة العامة، والإجراءات الاحترازية، والتهوية السليمة، والابتعاد عن مصادر العدوى وعدم مخالطة المصابين، هو العلاج الحقيقى للحالة التى نعيشها الآن، وليس اللقاح كما يظن البعض.
كلمة الرئيس الموجزة عن وضع فيروس كورونا جاءت واضحة مطمئنة، فمازالت الأمور تحت السيطرة، والقطاعات الخدمية والإنتاجية تعمل بكفاءة كاملة، وكذلك المدارس والجامعات والمصالح العامة، وهذا أمر يدعونا إلى ضرورة الحفاظ على هذا الوضع، وبذل كل ما فى أيدينا حتى لا نصل إلى سيناريو الإغلاق الجزئى أو الكامل، كما حدث خلال الأشهر الماضية وتابعنا جميعا تأثيراته السلبية على مختلف الاتجاهات.
البعض قد يرى قرار الإغلاق سهلا، ونرى يوميا على السوشيال ميديا دعوات لغلق المدارس أو الجامعات لظهور حالات فردية أو الاشتباه في وجود كورونا كما يشخص بعض الأطباء، إلا أن هذا لا يجب أن يسيطر علينا، فلا يعرف أحد الفاتورة الحقيقية التى تدفعها الدولة من الإغلاق، وهذا ليس إجراءً سهلاً أو عاديا، بل قد يؤخر مسيرة الإصلاح لسنوات، ويعوق قدرة الاقتصاد على النمو، بالإضافة إلى زيادة معدلات البطالة والفقر وتعطيل حركة الإنتاج.
أمريكا التى سجلت أكثر من 180 ألف إصابة فى يوم واحد لم تعلن الإغلاق، مع العلم أن عدد الإصابات الإجمالى وصل إلى حوالى 13 مليون إصابة، لإدراكها خطورة أبعاد الإغلاق وما قد يؤديه من نتائج سلبية وانهيار غير مسبوق للاقتصاد، مع زيادة شبح البطالة، واقتنعت أن التوعية بالتباعد وتوفير الكمامات، ومراعاة تطبيق الإجراءات الاحترازية، الحل الوحيد فى هذا المجتمع الذى يشكله المهاجرون، ولا يتحمل أن يتعرض لإغلاق كامل أو جزئى بسبب كورونا.
علينا أن نستعد جيدا لمواجهة كوفيد – 19 من خلال لقاح الوعى، الذى تحدث عنه الرئيس السيسى دون أن ننتظر اللقاح الدوائى، الذى يحتاج إلى أكثر من 6 أشهر على الأقل حتى يصبح جاهزا لاستخدامه بصورة آمنة، لذلك علينا أن نلتزم بإجراءات التباعد ونبتعد عن الزحام، ونتأكد ان الإغلاق ليس حلا لمواجهة الفيروس، ولن يمنع من انتشاره أو التأثير على حدة انتقال العدوى، فكل ما نحتاج إليه فى الوقت الراهن الالتزام بالإجراءات الاحترازية، خاصة أن مصر دولة فقيرة تتحسس طريقها نحو التنمية والإصلاح، ولا تتحمل أى تداعيات سلبية جديدة للإغلاق، لذلك علينا أن نتحمل المسئولية الكاملة تجاه ما نقول أو نفعل، ولا نقارن الوضع أو الحالة المصرية بما يدور فى أوروبا أو أمريكا، فهذه الدول لديها تفشى وبائى واضح يستدع الإغلاق، كما أن لديها قدرة اقتصادية على تحمل التأثيرات السلبية للفيروس، لذلك ليس لدينا خيار سوى " لقاح الوعى".