كان النجم العالمى "كيفن كوستنر" الذى يقوم بدور الضابط الأمريكي يريد أن يطرد أحد الذئاب الذى راح يتبعه في كل مكان، لكن الذئب كان يلف حوله ويدور، وعندما شاهد "الهنود الحمر" هذا الفعل ضحكوا وظنوه رقصا، فأطلقوا على الضابط اسم "الراقص مع الذئاب".
مرت ثلاثون عاما على عرض فيلم "الراقص مع الذئاب" للنجم كيفن كوستنر، والذى عرض فى نهايات عام 1990، وهو مأخوذ من كتاب لـ مايكل بليك، وقد كان الفيلم فى وقته نقلة نوعية فى عالم السينما.
يحكى الفيلم عن ملازم أول فى جيش الاتحاد، فى زمن الحرب الأهلية الأمريكية، تم نقله إلى كتيبة بعيدة تقع قرب قبيلة من السكان الأصليين لأمريكا، وفى النهاية صار الضابط الأمريكى جزءا من هذه القبيلة يدافع عنها ضد ما يريده الأمريكان – الأوربيون، الذين يريدون أن يفنوا القبيلة، أن يقضوا عليها تماما، والضابط لا يعرف لما يريدون ذلك.
عندما شاهدت الفيلم، كان ذلك فى نهاية التسعينيات، شغلنى جدا، رأيت فيه نوعا من اعتراف المجتمع الأمريكى بما ارتكبه من جرائم فى حق السكان الأصليين للأرض، لم يكن الهجوم على القبيلة إلا نوع من إثبات القوة، كانت هذه هي الطريقة الوحيدة منذ جاء الرجل الأوروبى إلى الأرض الجديدة حيث قام بقتل ملايين البشر كى يثبت أنه الأقوى وأنه المسيطر على كل شيء.
كشف الفيلم عن قشرة الحضارة التي لبسها الأوربيون، تلك التي سقطت عندما أطلق بندقيته في صدر إنسان أعزل، وقد أحببت "كيفن كوستنر" بالفعل لأنه غامر وأنتج وأخرج وقام ببطولة هذا الفيلم الذى يدين الثقافة الأمريكية، وقد رافقه الحظ، ولم يتخل عنه عندما فاز الفيلم لـ سبع جوائز أوسكار.
وبعد كل هذه السنوات لا يزال فيلم "الراقص مع الذئاب" دليلا قويا على دور الفن في كشف التاريخ، والاعتذار نيابة عنه.