الدرس الأول الذي تعملناه في مدرسة انفراد أن نتابع وندعم كل التجارب الجديدة لأن الصحافة الإلكترونية في مصر لن تنهض إلا بتجارب عديدة سواء عامة أو متخصصة، وهو ما دعاني لمتابعة موقع إعلام "صوت الميديا العربية" منذ بدايته وحتى احتفال أمس الخميس بعيد ميلاده السادس، والمتابعة لم تكن من خلال الإطلاع عليه وقراءة ما ينشروه ونقده وتحليله لكنني بالفعل اقتربت من التجربة من خلال تعرفي على معظم فريق العمل وعلى رئيس تحريره الصديق والزميل العزيز محمد عبد الرحمن.
باختصار يمكنني القول أن الإحترام الذي حصده الموقع في الوسط الصحفي والإعلامي نبع من ايمان القائمين عليه بأهمية التخصص وبكيفية الاستفادة من الإمكانات المتوافرة لتقديم مضمون مميز خاص بهم دون الاهتمام بالمنافسة ومناطحة من سبقوهم أو التعالي على من دخلوا المجال بعدهم .
عرفت من الزميل محمد عبد الرحمن أنه يهتم بشدة في توافر المهارات الأساسية في كل صحفي ينضم إليه، وأعترف أنني سعيدة أن معظم عناصر فريقه من البنات ألطف الكائنات، الذين يبذلون جهودا مضاعفا من أجل نجاح التجربة، وبعد المهارات الأساسية في اللغة والصياغة تبدأ مرحلة تثقيف الصحفي خصوصا أبناء الجيل الحالي، جيل الإنترنت والسوشيال ميديا، وربطهم بهويتهم وثقافتهم من خلال تكليفات تدفعهم للمذاكرة والتعلم .
شئ آخر مهم تتميز به هذه التجربة هو الرغبة المستمرة في التجديد دون تقليد، فبعدما نجحوا في أسلوب الكتابة المتعددة النقاط والخالي من الزوائد اللغوية وغيرها، وبعدما توافرت لهم مؤخرا امكانات أكبر على السوشيال ميديا قدموا فيديوهات وانفوجرافات على أعلى مستوى ولم يكتفوا كما كانوا في السابق بالموقع الإلكتروني فقط، ليكونوا نموذج لمن يبدأ مشواره في صناعة المحتوى الإلكتروني بأن النجاح ليس فقط بالكم والإنفاق المالي وإنما بصناعة مضمون خاص ومحترف.
أما أكثر شئ رأيتهم يفخرون به وأشهد أنا عليه دائما هو قلة وقوعهم في الأخطاء والصبر على أي خبر قبل نشره كي لا يقعوا في فخ الأخبار الكاذبة وعادة من أراهم يعتذرون للجمهور كلما فلت منهم معلومة غير صحيحة أو خبر اتضح عدم دقته وإن كان هذا يحدث نادرا.
لا يعني كلامي السابق أنني أرى التجربة مثالية، فلازال أمامهم المزيد من أجل تقديم عناصر صحفية أكثر للجمهور، والانتشار بشكل أكبر والتوسع وعدم الاكتفاء بالملفات التي يختصون فيها حاليا، لكنهم في كل الأحوال نموذج لتجربة صحفية مصرية تؤكد أن الصحافة الإلكترونية في مصر والتي بدأتها انفراد قبل أكثر من 10 سنوات قادرة على تقديم نماذج كثيرة ناجحة باختلاف التخصصات والمجالات.