تعيش مصر لحظات تاريخية فى صنع الريادة من جديد، للعودة لمحاكاة العالم بما لديها من تاريخ وحضارة وكنوز أثرية تمتد لآلاف السنين، ويتجلى هذا فيما تفعله الدولة الآن من إنشاء أضخم المشروعات الكبرى كالعاصمة الإدارية وشبكة الطرق والكبارى وإنشاء الجامعات الأهلية والمستشفيات النموذجية، لنصل إلى المشروع الأضخم، وهو تطوير القاهرة الخديوية، ليصبح مزارًا ضمن المزارات الأثرية والسياحية التى سيتحاكى بها العالم أجمع عن قريب.
ويأتي تزيين ميدان التحرير الميدان الأشهر فى المحروسة، لنراه بأم أعيننا ميدانا فى أبهى صورة، وكأننا نتجول بـ "شانزلزيه" باريس، الميدان الأشهر في العالم، فى إصرار من الدولة أن تكون من الدول الرائدة فى السياحة العالمية، حيث إنها تسبق الجميع بما لديها من ثروات تاريخية شاهدة على عبق الزمن، وستكون من أهم المزارات السياحية فى العالم.
والعظيم، إنه تم طلاء كل المبانى والعقارات السكنية والمحال والأكشاك المطلة على الميدان، ودخول مبانى ذات الطابع التراثى مثل عمر مكرم ومجمع التحرير وجامعة الدول العربية ضمن مخطط التطوير، إضافة إلى إضاءة المبانى بشكل يتماشى مع إضاءة المتحف المصرى القديم، لنكون أمام قبلة سياحية تليق برمز الميدان وتاريخه.
والجميل، قارىء العزيز، أنه تم إزالة كل التشوهات البصرية والإعلانات من أعلى العقارات، وكذلك ترميم جميع الزخارف المتهالكة، إضافة إلى أنه يتم وضع كل صغيرة وشاردة في الاعتبار، ونموذجا على ذلك التفاوض مع أصحاب المحال لتغيير لافتات هذه المحال، لتتماشى مع شكل الميدان التراثى القديم، الأمر الذى أضاف شكلا كلاسيكيا وراقيا، وكأنك عدت إلى عام 1920.
وما يشع بهجة وسعادة أثناء دخولك الميدان بعد تطويره، هو تنفسك عبق التاريخ في جنباته، فأثناء رؤيتك والوقوف أمام المسلة والأربعة كباش القديمة، وأحواض أشجار الزيتون، والذى يزن الحوض الواحد قرابة الطن تم توزيعها بنظام وعلى مسافات محددة، لتضفى منظرا جماليا خلابا.
ليقف العالم أجمع أمام ما تفعله الدولة المصرية، كفخر بحضارتها المختلفة سواء الحضارة القديمة المتمثلة فى المسلة والكباش القديمة، أو الجمع بين الطراز الإسلامي والمعمارى الحديث، واستخدام الآثار القبطية، لتصنع مصر مقصدا سياحيا يعبر عن هويتها من جديد، لينتظر العالم أجمع بكل شغف لرؤية المشهد المرتقب، وهو مرور الموكب الكبير لملوك مصر من هذا الميدان مرورا بشوارع القاهرة للوصول لمتحف الحضارة، ورئيس الدولة فى استقبال المومياوات الملكية، لتعود صورة مصر العالمية والحضارية إلى أذهان العالم في منظر يليق بتاريخها وحضاراتها، بعد حدوث تشوهات كثيرة خلال العقود الماضية..