يطل علينا من المنبر الأحقر فى العالم، قنوات الجزيرة الرياضية، الـ«بى إن سبورت» مجموعة من الذين يرتدون عباءة الخبراء والمحللين الذين لا يشق لهم غبار، للتعليق وتحليل مباريات كرة القدم، خاصة المباريات التى طرفها المنتخب الوطنى، أو الأندية المصرية، من خلال توظيف واستثمار سفاسف الأمور لإشعال الفتن فى مصر، عبر إقحام الرياضة فى السياسة، وتقديمها للجماهير، على طريقة دس السم فى العسل..!!
المعلقون والمحللون بقنوات «بى إن سبورت» أشعلوا نار الفتنة بين جماهير الكرة فى مصر، وتحديدا جماهير قطبى الكرة، الأهلى والزمالك، ومن المعلوم بالضرورة أن 95% من جمهور الكرة المصرية، يشجعون الأهلى والزمالك، وتأسيسا على ذلك، فإن اختياراتهم لعناصر التعليق والتحليل، وفق قواعد محددة، أبرزها أن يكون منتميا لجماعة الإخوان الإرهابية، سواء عضويا، أو متعاطفا معها، أو معارضا للدولة المصرية بشكل أو بآخر..!
بجانب اختيار عناصر فى التعليق والتحليل، أكثر تطرفا فى حبها للأهلى أو الزمالك، فتجد معلقا على مباراة طرفها الأهلى، ذرع جملة، أو «إفيه» ينال أو يقلل أو يضايق جمهور نادى الزمالك، والعكس، فإن المعلق على مباراة طرفها الزمالك، يكرر نفس السيناريو، فتشتعل الحرب بين جماهير قطبى الكرة المصرية، ويبدأ التلاسن و«التحفيل» على السوشيال ميديا، مما يزيد من الاحتقان وانتشار الفتن..!!
وللأسف، دكاكين التوك شو الرياضية في مصر، من التي تبث على قنوات تأجير الهواء، سارت على نفس نهج معلقى قنوات "بى إن سبورت" وبرامجها، فى نشر التعصب، وبث الفرقة، من خلال استضافة "فرز تالت" في عالم الساحرة المستديرة، يفتقدون للكياسة، والفطنة، وعدم القدرة على تقدير الموقف، أو معرفة درجة حرارة سخونة الشارع، فيدلون بتصريحات، تصرخ بالتعصب، وإثارة الفتن بين جمهور القطبين، وانعكاس ذلك بالسلب، على استقرار الوطن.
دكاكين التوك شو الرياضية في مصر، صارت أخطر من برامج التوك شو السياسية قبل وأثناء 25 يناير 2011 والتي لعبت دورا وقحا في خفض منسوب الوعى لدى المصريين، بإثارة قضايا مؤججة للوضع في الشارع من خلال التركيز على السلبيات فقط، وإبرازها باعتبارها "هما" وطنيا خالصا، بينما كانت تعطى ظهرها لكل ما هو إيجابى، فكانت النتيجة، تغييب تام، وانتشار وعى زائف، لا أساس له على أرض الواقع.
كما تلهث دكاكين التوك شو الرياضية وراء "السوشيال ميديا" وصار "فيسبوك وتويتر وإنستجرام" تتحكم في بوصلة تناول البرامج للموضوعات، أي تسليم راية قيادة التنوير لـ"عالم افتراضى" يسكنه الجن والمردة جنبا إلى جنب مع عصابات تجارة البشر، والذباب الإلكترونى للجماعات الإرهابية، وكتائب التشكيك والتسخيف ونشر الشائعات.
كما صارت دكاكين التوك شو الرياضية في مصر من أهم الروافد التي تمد السوشيال ميديا بكل السوءات والموبقات، لإشعال الفتن، بدلا من أن تكون منبرا تنويريا يقود للتصحيح وتدشين القيم الأخلاقية، أي أن برامج التوك شو أصبحت أسيرة للسوشيال ميديا تأخذ النفايات، وتعالجها بتركيبات كيميائية أسوأ وأكثر ضررا، ثم تعيدها لها مرة ثانية، لتسمم أفكار البسطاء، لذلك على المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام دور جوهرى في تقويم التوك شو الرياضية، والوقوف بكل قوة ضد كل من تسول له نفسه إشعال الفتن، مع مطالبة وزارة الشباب والرياضة في تبنى حملة "لا للتعصب" دون فتور..!!