السيدات.. أمى.. زوجتى.. بنتى.. أختى، نعمة من عند الله وجب عليّ، وعلى كل إنسان إكرامهن والتخفيف عنهن ومساعدتهن وعمل كل ما يسعدهن قدر المستطاع، دون النظر إلى صغائر ما يفعلنه، "فإنّهن عوانُ عندكم" و"خُلقْنَ من ضلعٍ أعوجْ" كما بلغ النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وليس هذا نقصا فيهن بل هكذا خلقهن الله.
وفى الوقت الذى أنت مطالب فيه بغض الطرف عن صغائر السيدات، تحدث الكثير من النزاعات بين الزوجين، فهذان تشاجرا بسبب "مصروف البيت"، وهؤلاء تشاحنا بسبب الذهاب عند الأقارب خاصة "أمها"، وآخران تنازعا بسبب "العيال وتربية العيال ومشاكلهم".. هذه كلها أمور لا يخلو منها بيت.. حتى الصحابة رضوان الله عليهم، كان بينهم خلافات عائلية، بل حتى النبى محمد صلى الله عليه وسلم اعتزل زوجاته شهرا.
كثير من حوادث القتل حدثت وتحدث بسبب المشاكل الأسرية وبسبب الخيانات الزوجية، فيوميا تسمع عن فلان قتل زوجته بسبب خلافات أسرية، فتقرأ "رجل ذبح زوجته لعدم انصياعها لكلامه".. و"امرأة استعانت بعشيقها للتخلص من زوجها"، حتى سمعنا وقرأنا خلال اليومين الماضيين عن انتحار زوجة وقفز زوجها خلفها من الدور الرابع بعد تأكده من وفاتها، بعد مشادة كلامية نشبت بينهما بسبب خلافات أسرية، أغلق الزوج على أثرها باب الشقة ومنع خروجها، فألقت بنفسها منتحرة ولحق بها الزوج البائس.
"الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ"، هكذا لخص الله سبحانه وتعالى استمرار العلاقة الزوجية أو انتهاءها.. ما نقوله نحن بالعامية زى ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف، وهذا لأن المنازعات والمشاجرات سنة الحياة فكان أسلم حل هو الطلاق فى مثل تلك الحالات، حيث انقطاع علائق الزّوجية، وإحلال الكراهيّة، والنّفور بين الزوجين.. وفى حين لم يتمكّن المصلحون من الإصلاح بينهما، يكون الطلاق هو الحلّ الأمثل، وإلا تحوّلت الحياة الزّوجية إلى خيانة وترصد للقتل إلى آخر تلك الجرائم التى نسمع عنها كل يوم.
طلقها يا سيدى.. اخلعيه يا ست هانم.. لكن لا تقتلا بعضكما، فالخاسر الحقيقى هم الأطفال.. رغم أن الأطفال خسرانين فى كلتا الحالتين، إلا أن الخسارة ستكون أهون حال الطلاق.
للأسف لم يعد أحد يطبق قول الله عز وجل "وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَة" إلا ما رحم ربى، فهل أنت تكنس الدار كما كان يفعل النبى صلى الله عليه وسلم، وهل أنت تغسل ثيابك وتساعد فى إعداد الطعام.. بل هل أنت تلعق أصابع زوجتك كما فعل النبى مع السيدة عائشة رضى الله عنها.
أيها الأزواج تجاهلوا بعض الأمور لتسير الحياة، فتغاضوا عن الزلات فكلنا خطاء، وابتعدوا عن التنمر فكلنا عيوب.. وانشروا الحب والسلام بينكم فتلك الجائزة الكبرى.. فعّلُوا قول الله تعالى "وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَة".
وقديما قالوا: يُعرف الرجل عند مرض زوجته، وتُعرف المرأة عند فقر زوجها.. فتعاونوا يرحمكم الله.