على الرغم من تحول محمد صلاح إلى أحد أيقونات الكرة العالمية والتواجد بين نجوم الصف الأول رفقة ميسي ورونالدو ونيمار، إلا أن تألقه مازال يسعدنا كمتابعين للكرة وحتى إذا كنا لا نشجع ليفربول العريق، بعدما وضعنا الفرعون فى مكانة رفيعة أمام كل العالم ونجح في نقل الصورة الحقيقية للعبة الشعبية الأولى في مصر إلى كل مكان على وجه الأرض بأننا نمتلك مواهب كبيرة على الرغم من ضعف الإمكانيات المحلية.
بالأمس عادل صلاح عدد أهداف كريستيانو رونالدو في الدوري الإنجليزي بعدد مباريات أقل بأكثر من 60 مباراة وهو أمر عظيم لما قدمه البرتغالي مع مانشستر يونايتد قبل انتقاله إلى ريال مدريد في 2009 بمبلغ فلكي وقتها، ودعاني هذا الرقم إلى أتذكر إحدى مباريات صلاح القليلة التي لعبها أساسيا مع تشيلسي وعند دخول الفريقين أرض الملعب ركزت الكاميرا على بانر عند مدرجات البلوز لديديه دروجبا مكتوب عليها "دروجبا الأسطورة" وكان صلاح وقتها يعانى من أجل الحصول على فرصة في فريق مورينيو المدجج بالنجوم وتخيلت وقتها هل من الممكن أن يحظى نجمنا بتلك المكانة بين جماهير تشيلسي أم هذا الأمر مستحيل وسيكتفى الشاب غير الموفق القادم من الدوري السويسري بتجارب بسيطة كما سبقه نجومنا المحترفين الذين اكتفوا بتجارب قصيرة ومشاركات محدودة وكانت مصدر فخر لنا وقتها.
مرت الأيام والسنوات ورحل صلاح عن ستامفورد بريدج وعاد إلى أنفيلد الأكثر عراقة وصاحب التاريخ والجماهيرية الأكبر في إنجلترا والعالم في مهمة إعادة هذا النادى العريق إلى مكانته المرموقة بعد سنوات عجاف غاب فيها عن كل منصات التتويج مع يورجن كلوب ووقتها كانت تبدو مهمة مستحيلة وسط الإنفاق المبالغ فيه من كبار إنجلترا كالسيتي واليونايتد وتشيلسي لكن الفرعون كان عند حسن الظن.
ووصل الأمر بعد توهج صلاح فى آنفيلد إلا أن البعض اعتبر انتقال صلاح من روما إلى ليفربول في 2017 مقابل 42 مليون يورو هو سرقة القرن بعد تأثيره الكبير في أداء ونتائج الفريق مقابل المبلغ المالي المدفوع لضمه من فريق العاصمة الإيطالية الذى تحول مع مونشي المدير الرياضي للنادي وقتها إلى نادٍ استثمارى يربح الملايين من نجومه أمثال صلاح وناينجولان وبيانيتش وأليسون.
الآن وبعد 3 مواسم ونصف للفرعون في واحد من أكبر أندية العالم في أهم دوري بالعالم، نجح ابن مصر في التحول إلى أيقونة الريدز رغم الانتقادات التي توجه إليه أحيانا بسبب علاقته مع ساديو ماني أو اتهامه بالأنانية، لكن لا يمكن بأي حال إنكار حقيقة أن محمد صلاح هو نجم نجوم جيل ذهبي جديد في تاريخ ليفربول العريق وأيقونة الكرة المصرية عبر التاريخ حتى لو اعتزل اليوم مكتفيًا بما حققه من إنجازات فردية وبطولات جماعية خلال تلك الفترة.