عرفنا النادي الأهلي منذ خُلقت كرة القدم في مصر، أنه ذاك الكيان المؤسسي، الذي يُرفع فيه شعار التخصص، ويأتي الانضباط فيه كل الفنيات، والأخلاقيات قبل الإمكانيات، ولكل تخصصه، وواجباته وحقوقه.
في كرة القدم يعرف الجمهور جيدًا الفارق بين احتفالية يعلن عنها النادي مسبقًا، واحتفالات اللاعبين في الملعب، غير أن الآونة الأخيرة شهدنا خلطًا لا يليق بالنادي الأهلي، أبرزه يوم انتهاء مباراة القرن بتتويج الأحمر بالبطولة، وبينما نتابع احتفال اللاعبين بالإنجاز الكبير، إذ بنا نرى على الشاشة شقيق اللاعب حسين الشحات بين اللاعبين داخل أرضية الملعب، مهللاً محتفلًا، ولا ينقصه سوى رفع الكأس على المنصة!
الحقيقة أنه لا مبرر لهذا المشهد، والجمهور يشاهد ليرى النجوم، لا غيرهم، وربما يجيبني أحدهم، أنها أمور بسيطة، ومن الممكن أن يقتحم الجمهور العادي الملعب بعد المباريات النهائية للاحتفال، غير أن هذا الكلام مردود عليه، أن ملايين المصريين الأهلاوية كانوا يمنون النفس بحضور هذه المباراة، ومعلوم للجميع أنها كانت دون جمهور، أو بعدد محدود من الجماهير، فأي صلاحية مُنحت لشقيق حسين الشحات، جعلته يتواجد في المباراة وغيره من الأهلاوية محرومين؟.. وهل عندما تكون المباريات بعدد محدود بالعشرات، يقتصر هذا العدد على أشقاء اللاعبين فقط؟... الحقيقة مشهد مستفز كثيرًا، وكمشجع أهلاوي لا أحب أن أشاهده مرة أخرى، بل يجب فتح تحقيق في مشهد تواجد شقيق حسين الشحات بين اللاعبين بجوار منصة التتويج.
من شقيق حسين إلى والد مروان محسن، واستكمالاً للمشاهد الجديدة على النادي الأهلي، نفاجأ كجمهور بشكل دوري، بمداخلات لوالد مهاجم الفريق مروان محسن، يتحدث عن ابنه، وعن فريق الكرة، ويعقد مقارانات، ولم يتبق له سوى الحديث عن خطط اللعب، حتى يوفقه الله، ويحدثنا عن قرارات مجلس الإدارة مستقبلاً!
بعيدًا عن حقيقة أرقام مروان محسن، والتي تخبرنا أن عدد الأهلاوية الذين يصابون بالصدمات والأمراض بعد ضياع الفرص، أكثر من عدد الأهداف التي يسجلها اللاعب، وحقيقة أن مهاجم النادي الأهلي لعب بطولة كاملة لكأس مصر، بدءًا من دور الـ 32 حتى النهائي، وكانت محصلة أهدافه في البطولة "صفر"، يضاف لأصفار عديدة يسجلها مروان سنويًا، فبعيدًا عن كل هذه الحقائق، من حقي أسأل، لماذا يحدثنا والد مروان محسن عن الكرة في النادي الأهلي؟... وأي صفة منحته ذلك؟... هل نحن في إطار نادي رياضي كبير، أم مدرسة ابتدائية نناقش فيها أمور طلاب الصف الأول الجدد؟.. ثم أنه ليس هناك كيان داخل النادي الأهلي يسمى "مجلس الآباء"... والمرحلة العمرية التي وصل لها مروان محسن، تجلعه مؤهلاً لاستقبال القرارات وحده، دون استدعاء ولي الأمر.
يتحتم على النادي الأهلي الآن وضع ضوابط لهذه البدع الغريبة والجديدة على النادي الكبير، فلا شقيق حسين الشحات يملك أفضلية عن أي أهلاوي تجعله بجوار منصات التتويج، ولا نعلم صفة لوالد مروان محسن تجعله يخرج ليحدثنا عن فريق الكرة بالنادي الأهلي، ومستويات اللاعبين.. ولتتجاوز القلعة الحمراء هذه الصغائر المستفزة، وليعلم كل فرد دوره وصلاحياته، ولتلتزم أسر اللاعبين بدورها الطبيعي فقط، بدلاً من هذه المشاهد العبثية، التي لم نعهدها في النادي الأهلي.