الشهرة أو "الصيت" لها مذاق خاص فهى تمنح صاحبها قيمة إضافية فى أعين المجتمع، بعدما يدفع ثمنها عمل أو خدمة فريدة يقدمها للمجتمع، طبيب قلب شهير أو عالم بارع أو لاعب متميز وغيرهم الكثير، غير أن هذه الشهرة قد تنقلب على صاحبها وبالاً فيتملكه الكبر والغرور الذى يودى به إلى الهاوية.
الرغبة فى الشهرة حلم يسعى إليه الكثير، وهو حلم مشروع لمن يجد ويجتهد فى عمله ليقدم شيء يستحق عليه هذه الشهرة، وغير مشروع لمن يتسلق على أعمال الآخرين أو من يتفنن فى عمل أفعال شاذة ينبذها المجتمع ليحصل على هذه الشهرة حتى ولو كانت على حساب سمعته أو على حساب القيم والتقاليد المجتمعية.
الشهرة فى هذه الأيام يترجمها "التريند" غير أنها شهر مؤقتة على أى حال لا تدوم إلا لمن يحافظ عليها بما يقدمه من شيء نافع فى سبيل هذه الشهرة، عكس ما نراه هذه الأيام من لهث البعض وراء "شهوة التريند" لركوب موجة الشهرة وهو الأمر الذى يستحق الدراسة لبحث أسباب هذه الظاهرة ومواجهتها.
شهوة التريند والشهرة دفعت البعض إلى اختلاق وتزييف الوقائع واستغلال الأطفال والخوض فى الأعراض أو نشر فيديوهات لتفاصيل حياتهم الشخصية الخاصة التى من المفترض ألا يطلع عليها أحد، كل ذلك بحثا عن "اللايك والشير" الذى يدفعهم لمقدمة "التريند" ومن ثم يفتح لهم باب الشهرة – على حد ظنهم -.
آخر هذه الوقائع قيام أحد الأشخاص يدعى أنه مهندس بترول بالمعاش بإلقاء مبالغ مالية من شرفة منزله للأهالى، وبعد إلقاء القبض عليه اعترف أمام الأجهزة الأمنية أنه فعل ذلك بحثًا عن الشهرة، ومن قبله قيام شاب بالتشهير بفتاة وأسرتها بمكبر صوت أسفل منزلها زاعمًا أنها كانت خطيبته، وقررت أسرتها زواجها من شخص آخر، غير أنه خرج بعد ذلك يبرر فعلته هذه بأنها كانت "هزار" بينه وبين أصدقائه وأن من قام بدور أبو سماح هو الحلاق الخاص به وأن صديقه ارتدى النقاب وقام بدور أم سماح.
حتمية مواجهة هذه الظاهرة الفجة تكمن فيما تروجه من مفاهيم وقيم غريبة على المجتمع لا تتماشى مع العرف ولا التقاليد، وترسخ لأن من يستحق الشهرة الحقيقية هو من يستطع جذب مئات الآلاف آو ملايين المشاهدات و"يركب التريند" وليس من يقدم بحثا جديدًا أو عقارًا طبيًا جديدًا أو غيره من الأعمال التى تنفع البشرية.