مصر الجديدة، يقودها زعيم أفعال، لا أقوال، استطاع خلال 6 سنوات، أن يبهر العالم بإنجازاته، الشبيهة بالمعجزات، مقتحما كل الملفات، ولم يترك ملفا واحدا، لم يفتحه ويحقق فيه إنجازا مبهرا، وصار المواطن المصرى، يلهث تعبا من متابعة ما يتحقق على الأرض من مشروعات عملاقة، ولم تستوعب ذاكرته عدد هذه المشروعات، ولا يمر أسبوع إلا وتجد الرئيس، يطمئن بنفسه على معدلات العمل فى كافة المشروعات.
ولكن يبقى، مصدر الفخر والاعتزاز وعامل الثقة والطمأنينة والأمان، فى الطفرة الكبيرة التى أحدثها فى القوات المسلحة المصرية، تسليحا وتدريبا، فى قفزة كبرى، دفع بها إلى المرتبة التاسعة كأقوى الجيوش على سطح الكرة الأرضية.
جيش قوى، سطر مجداً مدهشاً، فى عهد تحتمس الثالث، وكان أحد أضلاع القوة فى العالم، واستطاع أن يصنع إمبراطورية مترامية الأطراف، وقف التاريخ أمامها بكل اعتزاز وفخر، ثم عاد فى عهد محمد على، ليسجل انتصارات مدوية، ووصل إلى حدود الأستانة _عاصمة تركيا القديمة_ وكان قاب قوسين أو أدنى من احتلال تركيا، لولا تدخل أوروبا لحماية السلطنة العثمانية.
وبعد مرور أكثر من 200 عام من وجود الجيش المصرى العظيم على حدود تركيا، عاد مؤخرا ليرسم خطا أحمر فى سرت للجيش التركى وميليشياته الإرهابية، ممنوع الاقتراب منه، ولم يكتف جيش الكنانة بوضع الخط الأحمر على لسان قائده الأعلى، الرئيس عبد الفتاح السيسى، وإنما حذر الجيش التركى أيما تحذير، بعدم العربدة فى منطقة شرق المتوسط، وأن أية محاولة للاقتراب من ثروات الغاز المصرية، سيكون الرد موجعاً.
بل لم يكتفِ الجيش المصرى بكل ذلك، وإنما ذهب إلى شمال تركيا، وتحديدا فى البحر الأسود، للمشاركة فى مناورة عسكرية قوية، مع الجيش الروسى، عابرًا مضيق البوسفور والدردنيل، بسفنه وبوارجه، ومن فوقها علم مصر يرفرف خفاقا فى السماء، ووسط عيون تركية تشاهد فقط، عملية المرور.
ولم يكتفِ أيضا جيش مصر بأن يعبر فى قلب تركيا، ليذهب إلى شمالها، ويناور مع الجيش الروسى، وإنما وهو عائد، شارك فى مناورة مع الجيش اليونانى فى بحر إيجة، الواقع غرب تركيا، بل وكشر عن أنيابه لسفينة تركية حاولت الاقتراب من المناورة، ما دفعها للهروب مسرعة، خوفا من البارجة المصرية، التي تحركت باتجاهها لإنذارها بعدم الاقتراب.
هكذا هى مصر، عندما تكشر عن أنيابها، ترسم خطوطا حمراء، لا يمكن الاقتراب منها، وتعبر حدود الأعادى، وتظهر قوتها فى الحق، وتدافع عن مصالحها ومصالح أمتها، وتردع كل معتد على أمنها القومى، ولم تكن يوما دولة محتلة، طامعة فى ثروات الغير، منذ بدء الخليقة وحتى كتابة هذه السطور.