لا يمكن لعاقل أن يجحد الدور العظيم الذى يقدمه الأطباء للمجتمع، وما يعطونه من تضحيات ُمخلصة فى مواجهة الفيروس المستجد " كوفيد – 19" خلال الوقت الراهن، وفى ظل المعركة الشرسة التى بدأوها قبل أكثر من 10 أشهر مع هذا الوباء العالمى، الذى أنهى حياة 1.6 مليون شخص حول العالم، وأصاب ما يقرب من 73 مليون شخص، منهم حوالى 122 ألف فى مصر، حتى الآن.
الطاقم الطبى فى مصر قدم عشرات الشهداء نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، وقد بلغ الحصر التقديرى حتى الآن إلى ما يقرب من 226 طبيبا، بالإضافة إلى حوالى 64 صيدليا، فى حين لا توجد أرقام محددة عن وفيات التمريض وأطباء الأسنان، التى غالبا ما تماثل الأعداد المذكورة، باعتبارهم فى احتكاك مباشر مع المرضى بصورة يومية، الأمر الذى يدعونا إلى ضرورة تقدير هذه الفئة على ما تقدمه من تضحيات كبيرة، فى ظل ظروف صعبة ومعقدة وشديدة الخطورة، كما يعملون بأقل إمكانيات ممكنة، لذلك علينا أن نوجه لهم الشكر والتقدير، سواء الأطباء فى مستشفيات العزل، أو التخصصات المختلفة، فكلهم يؤدى مسئولية واحدة، وأمانة واحدة، ألا وهى صحة الإنسان.
الأطباء فى المستشفيات العامة أو الخاصة، أو العيادات والتخصصات الطبية لهم فضل كبير على المصريين، حتى ولو كان بعضنا يشكتى من ارتفاع "الفيزيتا"، أو غياب النظام أو الشكاوى المعروفة فى قطاع الصحة وما به من مشكلات مزمنة، إلا أن الحقيقة الأكيدة أن منحة الشفاء لا تقدر بثمن، ولا يعادلها أى معروف أو جميل، لذلك علينا أن نرفع الطبيب لمكانة خاصة، على مستوى المؤسسات والأفراد، والارتقاء بهذه الفئة والحفاظ عليها، وتقييد هجرتها إلى خارج البلاد، فتلك قضية أمن قومى، فهذا البلد الذى يتجاوز تعداده 100 مليون نسمة، لديها حوالى 60 ألف طبيب في الدول العربية، بينما المواطن المصرى والمستشفى الحكومية، ونظام التأمين الصحى الجديد في حاجة ماسة لهذه العقول والخبرات الكبيرة، لذلك علينا احتواء هذه الأعداد وتهيئة المناخ المناسب لها وإعطائها التقدير الواجب، باعتبارها تقدم خدمة جليلة للمجتمع ولا يستطيع أحد أن يعوض غيابها أو يؤدى دورها.
كل الشكر والتقدير لأطباء مصر العظام الذين يقدمون نموذجا فريدا فى التضحية والعطاء ويعملون في أصعب الظروف، ويمنحون المريض وقتهم ورعايتهم، ويقدمون الإغاثة والدعم لكل من يحتاجها، لذلك علينا أن نضعهم على رؤوسنا فلهم منا كل الحب.