أهم أسس السياسة الخارجية المصرية، هو الدفع نحو الاستقرار، وإبعاد التدخلات الخارجية، وتدعيم الدولة الوطنية، والسعى نحو خفض التوتر والصراع، وهى قضايا لم يتوقف الرئيس عبدالفتاح السيسى عن التأكيد عليها فى كل مناسبة، ولديه آراء ومواقف ثابتة، ومعلنة تجاه قضايا المنطقة، وهناك اتفاق فى هذا السياق مع الأشقاء فى الإمارات العربية المتحدة، وبالرغم من ظروف فيروس كورونا، وما يفرضه على التحركات فى العالم، لم تتوقف مصر عن التواصل إقليميا ودوليا وفى كل الاتجاهات.
والعلاقات بين مصر والإمارات، لا تتوقف فقط على الزيارات، وجاء استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى لولى عهد أبوظبى الشيخ محمد بن زايد، ليحمل الكثير من الرسائل الإقليمية والدولية، ما يعكس تأكيدا للاتفاق بين البلدين تجاه التحولات الإقليمية والدولية، والتى لم تتوقف عن التفاعل والتغير، وما يتعلق منه بالشرق الأوسط، أو القضايا المتعلقة بتطورات الأوضاع فى المنطقة.
وهناك نحو 23 لقاء بين زعماء البلدين منذ مارس 2014، وحتى اليوم، تعكس حجم العلاقات ومدى الاتفاق فى السياسة الخارجية والأمنية، فضلا عن علاقات تاريخية أرسى دعائمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من خلال قناعة راسخة بمكانة مصر ودورها المحورى فى المنطقة، وبجانب التعاون الثنائى فى المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، هناك اتفاق فى التوجهات والسياسات الإقليمية.
مصر تتحرك فى كل الاتجاهات، ضمن سياسة خارجية تدعم الاستقرار، وتسعى لامتصاص التوترات من حولنا، فضلا عن توسيع التعاون الاقتصادى فى المجالات المختلفة، وتلعب الإمارات العربية المتحدة دورا فى الاتجاه ذاته.
وقد تحدث الرئيس السيسى، عن التطور الكبير والنوعى الذى شهدته العلاقات المصرية الإماراتية، فى المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، والنمو الملحوظ فى التبادل التجارى والاستثمارات، وكما قال «بن زايد» فإن البلدين يلتزمان بتعميق التحالف الاستراتيجى، وأيضا الدفع نحو تعزيز وحدة الصف العربى والإسلامى المشترك فى مواجهة مختلف التحديات التى تتعرض لها المنطقة.
وتتفق مصر والإمارات على ضرورة مواجهة التدخلات فى الشؤون الداخلية للدول العربية على نحو يستهدف زعزعة أمن المنطقة وشعوبها، وهى التدخلات التى تسببت فى زرع الصراعات وهددت وجود دول مختلفة.
بالطبع، فإن الزيارة تطرق فيها الرئيس وولى عهد أبو ظبى إلى الملفات المهمة، وإلى ما يجرى فى سوريا واليمن وليبيا والقضية الفلسطينية وأمن البحر الأحمر، والتصدى للمخاطر التى تهدد أمن واستقرار مجتمعات المنطقة، من تدخلات خارجية، تهدف لخدمة أجندات لأطراف معادية.
وجدد الرئيس السيسى تأكيده التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج، كامتداد للأمن القومى المصرى، ورفض أية ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره.
ولهذا فإن الزيارة التى قام بها الشيخ محمد بن زايد لمصر، تحمل رسائل واضحة، إقليميا ودوليا، وكان تنسيق البلدين الشقيقين فيما يتعلق بمواجهة فيروس كورونا واضحا، ويستمر بنفس القوة والتعاون فى كافة القضايا، حاملا رسائل لكل الأطراف، مفادها أن الأشقاء يرتبطون ويتحركون فى طريق واحد، فى مواجهة التحديات وتوسيع التعاون.