"اختفاء فتاة" "البحث عن سيدة مختطفة"، عناوين أخبار تقرأها كثيرًا بصفحات الحوادث على مدار الأيام الماضية، التي تموج بقصص اختفاء بعض الفتيات والسيدات، وربما تسمع قصص واهية من بعض الأسر عن تعرضهن للاختطاف والمساومات المالية لإعادتهن مرة أخرى، لتكتشف بعد ذلك أنه لا يوجد "خطف" ولا "مساومة" وأن الجميع تركن منازل أسرهن بمحض ارادتهن، تحت شعار "خطفني حبيبي وبكى من الفرحة وجرى والدي اشتكى".
العديد من قصص اختفاء الفتيات التي تصدرت السوشيال ميديا في الآونة الأخيرة تبين أنها "واهية" يقف خلفها حبيب تعلق قلب الفتاة به، فتركت الأهل والسكن من أجل لقائه، أو هربًا من جحيم المشاكل الأسرة والعائلية وسوء معاملة الوالدين أحيانًا، بينما يلعب الانترنت دورًا هامًا في اختفاء بعض الفتيات، حيث يكون بمثابة همزة الوصل بين الفتاة المختفية وحبيبها، وعلى "شاته" رسم الحبيبان سيناريو الهروب من المنزل.
الأمر لم يتوقف على الفتيات صغيرات السن، اللاتي لم يكتمل نضجهن العقلي، وإنما تخطى ذلك وصولًا للسيدات، حيث شاركت بعضهن في هذه السيناريوهات المختلقة، كان آخرها قصة سيدة بالمنوفية تركت منزل الزوجية، بعدما ذهبت لشراء بعض المستلزمات ولم تعد، وبعد رحلة بحث شاقة غربًا وشرقًا وشمالًا وجنوبًا، وأقاويل عن الاختطاف، تبين أنها تعرفت على شاب تعلق قلبها به، تركت منزل الزوج وهرب إليه للتزوج منه وتجمع بين الاثنين.
الأمر جد خطير، وبات يستلزم تدخل أُسري فوري وعاجل، وأن يمنح الوالدين جزء من وقتهما لأبنائهما، خاصة أن بعض الأسر أعطت ظهرها لأبنائها، لا تعرف عن تفاصيل حياتهم شيئًا، تتركهم يتصرفون بعقولهم الصغيرة، يتلاعب الآخرون بمشاعرهم وعقولهم وقلوبهم، لتكون النهاية في أقسام الشرطة، ليعلن وقتها الآباء عن الندم بعدما تقع الكارثة، فليتنا نتعلم من أخطاء غيرنا.