نحن لا نعرف أهمية الماء، وضرورته للحياة إلا إذا فتحنا الصنبور وسمعنا الصوت المزعج "ووووووش"، الذى يشير إلى عُطل ما، فنضرب كفا على كف، حسرة على المياه التى انقطعت، وبدأت معها أزمة تعيق دخول الحمامات، أو الاستحمام وتنظيف المنزل، وغيرها من الأنشطة التى لا غنى بدون الماء، الذى يمثل الحياة لنا جميعاً.
لا نعرف حجم العمل المبذول حتى يصلنا الماء فى منازلنا، نظيفا صالحا للشرب، فلا نعرف الجهد الذى يتم بمحطات الرفع، وما يتم من جانب المهندسين والفنيين والعمال فى مختلف المحافظات لتوفير الماء، بالصورة التى نراها، فهذا جهد شاق وعظيم تتولاه الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، التابعة لوزارة الإسكان، التى تعمل فى كل ربوع مصر، وتقوم بدور حيوى استراتيجى هام جدا.
الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى لا يتوقف دورها عن حد توفير المياه فقط، بل تعمل أيضا على إصلاح الانقطاعات التي تحدث بصورة دورية فى حجم شبكة تغطى الجمهورية بالكامل، وتتولى أيضا أعمال الكسح والشفط للمياه حال وجود أمطار وتجمعات مائية في الشوارع، وهذا يتم بصورة دورية فى المدن والمناطق الساحلية، التى تسقط عليها أمطار غزيرة في فصل الشتاء، وهذا يجعل هذه الجنود المجهولة تعمل ليل نهار، وقد تصل ساعات عملها المتواصلة خلال أوقات الأزمات إلى يومين أو ثلاثة.
خطورة ومشكلات الأمطار بالنسبة لمحطات المياه ليست فقط على مستوى الشفط وتوفير السيارات لكسح المياه، بل جزء كبير من المسألة يرتبط بمستوى عكارة نهر النيل، التى تتأثر غالبا بمخرات السيول ويتحول معها لون المياه إلى الأصفر أو البرتقالى نتيجة كميات الأتربة التي يجرفها السيل، وهو ما قد يؤثر بصورة مباشرة على فلاتر محطات مياه الشرب، ويحتاج إلى تطهيرها وغسلها، حتى تتمكن مرة أخرى من عمليات المعالجة، وتقوم بدورها كما ينبغى.
استقبال الشكاوى المباشرة أو الإلكترونية أو القادمة من الخطوط الساخنة، والتعامل معها جزء أصيل من عمل شركة المياه، خاصة أنها تستقبل على مستوى الجمهورية عشرات بل مئات الشكاوى يوميا، وهذا ما يدفعنا إلى كتابة هذه الكلمات للإشادة بالدور الكبير الذى تقدمه هذه الفئة لخدمة المواطن، الذى ينكره البعض أو يتجاهله البعض الآخر، خاصة أننا نتصور أن الصنبور "الحنفية" خُلقت لتأتينا بالماء، دون أن نفكر كيف وصل إليها وكيف كانت حالته في نهر النيل.
الجهد الذى تقوم به الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى وفرعها في محافظات الجمهورية، يستحق التقدير والثناء، على كل المستويات، سواء المهندسين ورؤساء الشركات و الفنيين والعمال، أو المركز الإعلامى الذى يتولى الرصد والمتابعة على الشكاوى والرد عليها، من خلال نخبة من الشباب الواعى المُدرب، لذلك كان واجباً أن نقدم لهم هذه الشهادة.