مع حالة البؤس والاكتئاب النفسى المستمر مع وباء كورونا والأخبار غير السارة التى تداهمنا بشكل شبه يومى بسبب هذا الضيف القاتل ثقيل الإقامة، تأتى الأنباء السارة المبهجة التى تسللت خلال الساعات الأخيرة لترسم بسمة وتشعل فرحة وبهجة على وجوه وداخل قلوب المصريين.
قبل يومين تتداول وكالات الأنباء العالمية ومواقع التواصل الاجتماعى خبرا سعيدا مفاجئا ومدهشا للجميع حول العالم من أبطال ولاعبى كمال الأجسام والمهتمين بمتابعتها. فقد فاز ولأول مرة ببطولة مستر أوليمبيا لكمال الأجسام لكبار المحترفين فى العالم بطل عربى مصرى هو " بيج رامي" أو المواطن المصرى صاحب الإرادة الحديدية والعزم والإصرار والصبر الذى ليس له حدود، ممدوح السبيعى ابن مدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ بعد 8 مرات من المشاركة فى البطولة الذى يشارك فيها ويفوز بها عمالقة كمال الأجسام فى العالم مثل أرنولد شوارزنيجر.
فرحة كبيرة للمصريين بسبب هذا الفوز الأسطورى لأحد أبناء الصيادين فى بلطيم والذى لم تعجزه قسوة المعيشة وصعوبة الظروف فهو أخ لـ11 أخا وأختا آخرين، ومنذ صغره لديه حلم كبير واستطاع استكمال دراسته والحصول على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية ولم يتخل عن حلمه فى أن يصبح بطل العالم للمحترفين. فاز بكل البطولات التى شارك فيها من بطولة الجمهورية إلى بطولة العالم للهواة، ولم يتبق سوى البطولة التى يعتبرها الكثيرون بطولة مستحيلة، فالإعداد بها يحتاج الى أشياء كثيرة وظروف مختلفة لكنه أصر وتغلب على كافة المصاعب التى واجهته، حتى إنه تعرض لمصاعب كبيرة فى الطريق إلى المشاركة فى البطولة العام الجارى، حيث فقد الراعى الرسمى ثم أصيب بالفيروس اللعين فى أكتوبر الماضى.
أمام حلمه الكبير الضخم يصعد إلى منصة التتويج بعد منافسة شرسة للغاية مع كل من، الأمريكى فيل هيث والإيرانى هادى شوبان، والأمريكى براندن كورى لكنه يفوز ويرفع علم مصر دامعا.. فما أروع أن تلعب باسم وطنك فى لحظات المجد.
مع الفرحة الكبرى بفوز ابن مصر رامى أو ممدوح السبيعي، تأتى فرحة أخرى كبيرة بفخر مصر والعرب نجم النجوم محمد صلاح لاعب منتخبنا القومى وفريق ليفربول الإنجليزى وهدافه وفوزه باكتساح فى استفتاء صحيفة "ديلى ميرور" بجائزة أفضل لاعب فى العام 2020. وهى المرة الثانية التى يفوز فيها لاعب مصرى بالجائزة للمرة الثانية متفوقا على مشاهير كرة القدم الإنجليزية وحصوله على 85 ألف صوت.. وجاء فوزه بعد تصدره لقائمة ترتيب هدافى الدورى الإنجليزى الصعب الشرس برصيد 13 هدفا والحفاظ على صدارته لهدافى الريدز فى كل البطولات للعام الرابع على التوالي، متفوقاً على زميليه ساديو مانى وفيرمينو. وتكتب الديلى ميرور " الملك المصرى يجلس على عرشه" بعد فوزه باستفتاء الجماهير. ويثبت أنه الأفضل دائما ليس بأدائه داخل المستطيل الأخضر فقط وفوق العشب ولكن خارجه أيضا بأداء انسانى بديع مع سكان ليفربول وباقى سكان إنجلترا حتى أصبح أيقونة إنسانية حقيقية داخل المجتمع الإنجليزي.
ومؤخرا نشرت الصحف الإنجليزية تقريرا يكشف عن انخفاض نسبة الجريمة ضد الآخر (العنصرية والتنمر) فى ليفربول بنسبة 26%.
محمد صلاح وبيج رامى هما عنوان للفرحة والبهجة المصرية هذه الأيام، وبسببهما يلف اسم مصر فى كافة أرجاء العالم وفى كافة وسائل الاعلام رغم أنف الحاقدين والكارهين ورغم التقارير إياها المشبوهة التى تصدر من بروكسل أو نيويورك.. محمد صلاح ورامى هما نماذج ناجحة ومتفوقة لكثير من الشخصيات المصرية المبهرة فى مجال الطب والتكنولوجيا والعلوم النووية والفضاء.