الدورة الحالية من المهرجان القومي للمسرح المصري والتي تحمل رقم 13 هي بالفعل دورة استثنائية وبرغم أن الجميع يتشاءم من رقم ( 13 ) إلا أنني متفائل جدا بهذه الدورة للاحتفال فيها بـ 150 سنة مسرح مصري لتأكيد الريادة لمصر في المسرح كريادتها في السينما وفي الدراما التليفزيونية أيضا .
من الممكن أن يرجع البعض بدايات المسرح المصري منذ عهد الفراعنة مثلما أكد ذلك المخرج خالد جلال في عرضه الافتتاحي " الميراث " فالفراعنة كانت لديهم طقوس دينية فرعونية تشبه شكل المسرح ولكنها لم تكن مسرحا بمفهومه الحالي الذي فيه ممثلون ومخرج ونص وجمهور يعلم أنه يشاهد تمثيلا .
هذا الاتفاق الأخير بين صناع المسرح والجمهور واجتماعهم في مكان واحد هو المسرح الحقيقي الذي لابد أن نؤرخ من خلاله لبدايات المسرح المصري، وافيش المهرجان القومي للمسرح أكد علي أن عام 1870 هو البداية الحقيقية للمسرح في مصر علي يد رائده الأول يعقوب صنوع الذي أطلق عليه الخديوي إسماعيل موليير مصر بعد أن شاهد عروضه التي وصلت إلي 32 مسرحية كما تؤكد لنا الدكتورة نجوي عانوس .
أما الآباء في المسرح فهم كثر، ولكن المهرجان في هذه الدورة اختار الأوائل أو الرعيل الأول من المسرحيين في مصر واكتفي بوضع صور لبعضهم علي أفيشه وهم : يعقوب صنوع وعثمان جلال وعبدالله النديم وسلامة حجازي وسيد درويش وجورج ابيض وعزيز عيد ونجيب الريحاني علي الكسار ويوسف وهبي وامين صدقي وابراهيم رمزي وبديع خيري وتوفيق الحكيم وفاطمة رشدي وروزاليوسف ، تحية لهؤلاء الرواد الذين قدموا للمسرح المصري إبداعهم ومازلنا ننهل منه حتي الآن .
تحية واجبة للفنان القدير يوسف إسماعيل رئيس المهرجان القومي للمسرح المصري والذين معه لأنه يقدم دورة ناجحة واستثنائية ومهمة ويكفي أنه لم يمحي جهوده من سبقوه لكنه أكد علي استفادته من كل الدورات السابقة برؤسائها وأنه أضاف عليها ، وخروج الموقع الالكتروني الجديد للمهرجان القومي للمسرح المصري في عهده نجاح سيحسب له خاصة أن تدشين وزيرة الثقافة له وأشادتها به نجاح يضاف لعدة نجاحات حققها منذ توليه رئاسة المهرجان .
هذا الموقع سيكون بالفعل مرجعا مهما لكل المسرحيين والباحثين لأنه أرشيف لكل الدورات السابقة واللاحقة تجد عليه المعلومات والبيانات والإصدارات والصور والفيديوهات بسلاسة وطريقة عرض مبسطة صممها الفنان محمد فاضل مدير الموقع .
الدورة الـ 13 من عمر المهرجان القومي للمسرح المصري دورة استثنائية وثرية تحمل الكثير من الأفكار الجديدة والجريئة فحقا هي "دورة الآباء" ودورة الريادة ودورة الطموح .