كثر الكلام خلال الأيام القليلة الماضية عن ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا المنتشر فى مختلف دول العالم، وكانت أول حالة يتم رصدها فى بريطانيا، ومن وقتها بدأ القلق يعم جميع شعوب العالم، متسائلين هل معنى ذلك أن اللقاحات الجديدة غير نافعة فى مواجهة الفيروس بصورته الجديدة؟ وهل السلالة الجديدة أكثر فتكًا من غيرها؟ وهل اقترب الموت من كل إنسان؟.
ومع انتشار وتعدد الأسئلة على الشاكلة التى ذكرناها آنفا، خرجت وزارة الصحة المصرية التى أخذت على عاتقها توضيح الأمر بكل شفافية وتطورات الموضوع منذ ظهوره في مارس الماضى حتى الآن، حيث أكدت الدكتورة نهى عاصم، مستشار وزير الصحة للأبحاث، عدم رصد تغير واضح فى تطور فيروس كورونا أو الأعراض المصاحبة للمرضى، منوهة بدراسة رصد السلالات الجديدة لكورونا، وعدم رصد هذا التغير انعكس على عدم تغيير أو تطور بروتوكولات العلاج، كما لم نتفاجأ بتطورات الفيروس لأنه مثل فكرة الإنفلونزا وفيروس سى، ووارد وطبيعى يحدث تغيرات للفيروس مع انتشاره.
أما فيما يتعلق بأنواع اللقاحات المطروحة فى الأسواق، قالت: الفرق بينهم مش كبير لدرجة إن مفيش واحد فيهم أحسن وأسوأ، وأساس كل ذلك الأمان والفاعلية.. والفروق مش هتبقى كبيرة لدرجة أحط المواطن فى حيرة فى الاختيار بين لقاح وآخر".
ومن تلك التصريحات وغيرها من مختلف وزراء الصحة حول العالم فإن السلالة الجديدة لن تختلف عما ظهرت فى مارس الماضى والتى مازال العالم يعانى منها حتى الآن، وتسطيع اللقاحات الجديدة مقاومتها، بشكل فعال، فلا داعى للقلق على الإطلاق وعلينا أن نعمل على تقوية منعاتنا بعدم التأثير النفسى بشكل سلبى عليها، كما ينصح أطباء العالم.
لكن ماذا يفعل شخص أصيب بالفيروس؟ أثبتت عدد من الدراسات حول العالم أن "الالتزام بالبيت" هو الحل الأصوب لمواجهة الفيروس، وهذا لا يعنى أن مستشفيات العزل لا تستوعب أعداد المرضى، حيث إن لدى مصر 363 مستشفى تستقبل المرضى، لكن كما أشرنا أن "الالتزام بالبيت" هو الطريقة الأسرع لمقاومة الفيروس الفتاك، مع أخذ برتوكول العلاج بشكل كامل، وهذا ما أكدته الدكتورة هناء سرور، رئيس قطاع الرعاية الأساسية بوزارة الصحة، حيث إن التزام الأشخاص المصابين بالعزل المنزلى أثبت كفاءته مع العديد من الحالات التى أصيبت بفيروس كورونا، مع اتباع الإجراءات الاحترازية التي وضعتها وزارة الصحة.
كما أن العزل المنزلى، وفق ما أكدت عليه العديد من الدارسات العملية، يعمل على تقوية الحالة المعنوية للمرضى، نظرًا لوجود المريض وسط أفراد أسرته، ويتم ذلك مع متابعة وزارة الصحة التى تقوم بتوزيع العقاقير اللازمة لكل المرضى من خلال التواصل على رقم 105، والذى يستقبل الاستفسارات على مدار 24 ساعة، فعلينا ألا نصاب بالفزع جراء تطور فيروس كورونا وظهور سلالات عديدة من الفيروس، حيث أكدت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة أن السلالة الجديدة ليست أكثر خطورة، لكن علينا أن نلتزم بالتباعد الاجتماعى، وارتداء الكمامة، والعمل على تقوية مناعتنا.