تفاءلوا تصحوا فى زمن كورونا

بعد أن هدأت الأجواء بشأن أزمة كورونا، وهلت بشائر الأمل وسطعت الحياة فور الإعلان عن عدة لقاحات، جاء الإعلان عن سلالة جديدة ببريطانيا، ليزول هذا الإشراق ويبدد ذلك الأمل، ويسود الذعر من جديد، ويعود القلق للمجتمعات، وتعلوا أصوات الإغلاق والانغلاق، وتكثر أصوات التحذير والتهديد، ليعتقد الجميع أن هذا الفيروس احتل الطرقات، وسكن الأسطح وجدران البنايات، محاصرًا البشر الذى يقف أمامه قليل الحيلة، ومعدوم الصلاحية حتى إشعار آخر. وهنا تأتى الخطورة، الذى من شأنها أن تكتب نهاية الإنسان ليس بسبب هذا الفيروس الفتاك، وإنما لحدوث انتكاسات صحية نعلم أو نجهل أسبابها وأهمها انكسار الحارس الأمين على صحة الإنسان، وهو جهاز المناعة الذى عدوه الخوف والقلق، والذى يعد الحصن الحصين ضد هذا الوباء القاتل، وحال انكساره، سنكون أمام مخاطر جسيمة، وهزيمة ساحقة في معركتنا ضد هذا الوباء اللعين. ولهذا، إذا أردنا الخروج ناجين من هذه المعركة سالمين، أو على الأقل التغلب على قسوة التباعد الاجتماعى أو العزلة الإلزامية، علينا بالهدوء والاستعداد النفسى، وذلك من خلال تغيير المواقف والإجراءات الواجب اتخاذها تجاه هذه الأزمة كبديل للوقوع فى اليأس والقلق المزمن الذى من شأنه توجيه ضربة قاضية لبناء الإنسان نفسه، وسط هذا الضبابية وحالة اليتم السائدة بسبب تزايد الإصابات وكثرة الوفيات، وخاصة أن تأكيد خبراء علم الفيروسات أن الأزمة مستمرة معنا لسنوات حتى فى حال وجود اللقاحات. وهنا، علينا العودة وبسرعة، لمنهج المرونة النفسية إلى حياتنا، وذلك من خلال العمل على التقليل من التعرض للأخبار السلبية، التى قد تؤدى إلى زيادة الإحساس بالهلع والذعر، ومحاولة خلق روتين جديد للمعايشة، مع البعد عن الأشخاص السلبيين ومصادر التوتر، إضافة إلى تجنب التعبير عن مشاعر الغضب أو الآلام النفسية؛ لأن الكبت قد يؤدى إلى الاكتئاب، مع الحفاظ على مقتضيات الأزمة من الالتزام بالإجراءات الاحترازية برحابة صدر وسعة أفق. وإلا سنجد أنفسنا فريسة لهذا الفيروس الفتاك من ناحية، أو ضحية لقوى الشر، لأنه يجب أن نعلم أن صناعة القلق فن تتقنه جيدا تلك القوى المضللة من أجل توظيفه لخدمة الأهداف الشريرة، وصولاُ إلى بث الفوضى العبثية وتهيئة الشارع لتقبل الحالة المستهدفة وفق القرار الذى يتم صناعته فى مطبخ الدول الرعاية للإرهاب، مستخدمين أى حالة من شأنها تصدير قلق أو رعب فى المجتمعات للسيطرة على العقل الجمعى ليكون بيئة خصبة لزرع ما يرونه مناسبا لأهدافهم الخبيثة والمسمومة، فتزداد الأزمة تفاقما حتى ولو على حساب حياة الإنسان واستقراره، ليأتي التفاؤل بما هو قادم ضرورة والثقة فيما يفعله وطننا واجب، وكل هذا لن يتأتى إلا من خلال بناء رفع شعار "إيد واحدة" أمام هذا العدو الخفى إلا أن يقضى الله أمرا كان مفعولا..



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;