تؤكد كل الدلائل والمؤشرات الصادرة من المنظمات الطبية العالمية أن فيروس كورونا عاد بقوة فى موجته الثانية واجتاح غالبية دول العالم بدون رحمة ومنها مصر، حيث بلغت الوفيات اليومية حتى أمس 51 حالة وفاة، بعد أن كانت تتراوح ما بين 15 إلى 17 حالة وفاة يوميا وهذه الأرقام هى الأرقام الرسمية ناهيك عن الذين يصابون ويتوفون بعيدا عن المستشفيات ولم يتم حصرهم، كما أن من يتابع وسائل الإعلام يجد أن بعض المشاهير أصيبوا بهذا الوباء ومنهم من توفاهم الله، وبلا شك فإن هؤلاء كانوا يتخذون أكثر الإجراءات الاحترازية الشخصية حماية لأنفسهم، ولا تكاد تخلوا صفحات الفيس يوميا من نشر المواطنين عن فقد أحد ذويهم أو أصدقائهم أو إصابة أحدهم بهذا الفيروس، وهذا يؤكد مدى انتشار فيروس كورونا، عافنا الله وعاف الناس جميعا من هذا المرض وغيره من الأمراض.
وبالرغم من كل هذه الشواهد والحقائق نجد للأسف إلى الآن استمرار العملية التعليمية فى المدارس والجامعات وتكدس الطلاب فى الفصول وفى قاعات المحاضرات وفى وسائل المواصلات وهذه التجمعات بؤر شديدة الخطورة لنقل العدوى وزيادة عدد المصابين ورجاء من وزيرى التعليم والتعليم العالى اتخاذ قرار فورى بإيقاف حضور الدراسة والعودة الى الدراسة عبر الأون لاين، وذلك بعد التشاور مع القيادة السياسية، وذلك حفاظا على صحة وأرواح أطفالنا وشبابنا أجيال المستقبل الذين هم ثروة الوطن وحتى لو لمدة ثلاثة أشهر وهى فترة موسم الشتاء التى ينشط فيها الفيروس أو عندما يقل خطورة وحدة هذا الوباء، أيهما أقرب وأظن أن ذلك لا يضر العملية التعليمية ضررا كبيرا، وهذا ما تم اتخاذه خلال الموجة الأولى وتم إيقاف العملية التعليمة ولم يحدث أى أضرار تذكر وسارت بسلام بعد استئنافها.
وليس لدى أدنى شك أن الوزيرين الدكتور طارق شوقى والدكتور خالد عبد الغفار هما أحرص على صحة وأرواح الطلاب وحمايتهم من وباء كورونا قبل الاهتمام بالعملية التعليمية نفسها وانتظامها، خاصة أن إجراء إيقاف العملية التعليمية لفترة معينة يتخذه الآن عدد كبير من الدول العربية والأجنبية رعاية لطلابهم وحماية لصحتهم من هذا الوباء المدمر، فهل يستجيب الوزيران رحمة بفلذة أكبادنا؟ أتوقع ذلك إن شاء الله.