ما زالت ردود الأفعال مستمرة حول تصريحات النجم المصرى محمد صلاح التى أطلقها مؤخراً وأثارت التكهنات حول نيته فى الرحيل عن نادى ليفربول الإنجليزى فى المستقبل القريب، صحف أوروبا التي تناولت تصريحات الفرعون ربطت بينها وبين بعض الأزمات التى تعرض لها اللاعب الدولى، ومنها بالتأكيد تلك "الغيرة الكروية" التى تثير خلافات دائمة مع زميله بالفريق ساديو مانى، بالإضافة لعدم منحه "شارة" القيادة فى مباراة ميتلاند بدوري أبطال أوروبا، وهو ما دعا مدرب الفريق يورجن كلوب للرد على تلك التصريحات، ملمحاً لترحيبه برحيل صلاح، ولكن هل يكون الرحيل مفيداً لصلاح أم للنادى، وهل هذا الوقت المناسب لخوض تحدٍ جديد؟.
أزمة الشارة التى أثارها صلاح فى تصريحاته لصحيفة آس الإسبانية، وأبدى شعوره بالحزن لعدم قيادة ليفربول فى مباراة ميتلاند بدوري أبطال أوروبا قائلا: "شعرت بخيبة أمل كبيرة، كنت أتمنى أن أكون قائدًا للفريق فى تلك المباراة.. ولكن فى النهاية هو قرار المدرب ويجب أن أتقبله"، رد عليه يورجن كلوب مؤكداً عدم وجود أزمة من الأساس وأنه ليس هناك أى مبرر لها، معلياً قاعدة الأقدمية فى ترتيب قادة الفريق، وعدم أحقية صلاح فى حمل الشارة بوجود من هم أقدم منه فى الفريق.
ولكن ماذا عن خطة النادى فى تسويق محمد صلاح الفترة المقبلة، هل تفكر إدارة ليفربول فى بيع اللاعب والاستفادة منه مالياً فى تدعيم الفريق ببعض الصفقات، وهل يمتلك اللاعب عروضاً للرحيل الفترة المقبلة؟.
تؤكد بعض التقارير الصحفية أن إدارة ليفربول تسعى لتسويق محمد صلاح خلال الفترة المقبلة، وهو ما كشفته صحيفة "إكسبريس" البريطانية بأن "الريدز" يفكر فى ضم جادون سانشو جناح بوروسيا دورتموند الألمانى، والذى تؤكد الصحيفة إعجاب المدرب الألمانى يورجن كلوب به، ووضعه على قائمة أولوياته حال رحيل صلاح، فضلاً عن ضم جوتا فى الانتقالات الصيفية المقبلة والذى سرعان ما قدم أوراق اعتماده مؤكداً جدارته لقيادة هجوم الفريق رغم مشاركاته القليلة.
تقارير إكسبريس أيدتها تصريحات يورجن كلوب فى رده على رحيل محمد صلاح، حينما حاول المدرب الألمانى التقليل من تأثير رحيل صلاح، وراح يعدد مزايا النادى وجماهيره الكبيرة التى تسانده في جميع المحافل وملعب الفريق العظيم ومرتباته التى لن يجدها اللاعب فى أى نادٍ آخر، وكأنه يقول لصلاح: "لن تجد نادياً مثل ليفربول"، وإذا ربطنا بين ذلك وتلك التقارير التى تؤكد إعجاب كلوب بنجم بوروسيا دورتموند فالنتيجة تكون استعداد المدرب لرحيل صلاح وتفكيره فى مرحلة ما بعد الرحيل ومن سيكون خليفته فى ليفربول.
ولكن ماذا عن صلاح نفسه، هل يستعد لخوض تجربة جديدة، خاصة أنه حقق كل شيء مع ليفربول وكتب اسمه بحروف من ذهب فى سجلات النادى وجماهيره، وهنا يجب أن نعترف بأن الفرصة كانت سانحة أكثر الموسم الماضى بعد إنجاز التتويج بلقب البريميرليج ومن قبله دورى أبطال أوروبا، ولكن ظروف أزمة كورونا أثرت على جميع الأندية، ولم يعد باستطاعة أى نادٍ إبرام صفقات من العيار الثقيل أو دفع مبلغ 150 مليون يورو مثلاً فى صفقة واحدة، ولكن الفرصة مازالت سانحة أيضاً فلم يتعد النجم المصرى الـ28 عاماً، وأمامه الكثير لتحقيقه، وبإمكانه خوض تحدٍ جديدٍ يضاف إلى سجلاته، لاسيما حال انتقاله إلى نادٍ بحجم ريال مدريد أو برشلونة أو يوفنتوس أو حتى سان جيرمان، ممن تخصص ميزانيات ضخمة للصفقات وتطمح دائماً لحصد البطولات.
أما إن كان صلاح لا ينوى فى الرحيل عن ليفربول فهنا يجب أن يبقى داخل قلاع الآنفيلد ليتحول الفرعون المصرى إلى أحد أساطير النادى، ويحقق المزيد من الأرقام القياسية التى تضاف إلى سجلات إنجازاته وبطولاته، ويذكرهم التاريخ ضمن أساطير كرة القدم، وهو ما فعله توتى فى روما، وجيمى كاراجر وستيفن جيرارد مع ليفربول، وغيرهم وسواء كان البقاء أو الرحيل فالجميع يثق فى اختيارات صلاح نفسه، وهو ما تحسمه الأيام المقبلة.