لو تأملنا كل الأفلام والمسلسلات التي كانت حائط صد في مواجهة الإرهاب والجماعات المتطرفة سنجد أن الكاتب الكبير الراحل وحيد حامد له النصيب الأكبر فيها وهو الأكثر تناولاً لتلك القضية، فقد واجه الإرهاب بالكلمة من خلال كتاباته في السينما والتليفزيون ومقالاته أيضًا في هذا الاتجاه، بل إن أعماله أدخلته في الكثير من الأزمات، وفى مواجهات كثيرة مع الجماعات الدينية المتطرفة، بداية من مسلسله "العائلة" عام 1994 وتناوله قضية الإرهاب والفقر الذي يؤدي بالفقراء إلى الانجراف وراء التيار المتطرف.
في فيلمه "طيور الظلام"، وقف أمام القضاء عام 1995، بعد قيام أحد محامي الإخوان برفع قضية ضد العمل وقدم وجهًا من أوجه الإخوان وكشف فكر هذه الجماعة من خلال شخصية محامي الإخوان .
وما قدم الإرهاب من منظور مختلف في فيلمه "الإرهاب والكباب" وكيف من الممكن أن يحول موقف شخص لإرهابي أمام المجتمع، وتناول حامد أيضًا في فيلمه "دم الغزال" القضية من منظور جديد ومن خلال "رضا" الشاب الفقير الذي يتورط مع الجماعات اﻻرهابية ويتحول من "طبال" إلي أمير جماعة إرهابية بسبب الفقر والعوز والجهل.
وصل حامد لذروته في كشف الجماعات المتطرفة بعمله التاريخي الذي رصد به بداية الإرهاب والتطرف في الفكر من خلال مسلسله "الجماعة" بجزأيه الذين عرضا وقدم من خلالهما قصة الجماعة الإرهابية "الإخوان" من البداية حتي فترة تاريخية معينة والجزء الثالث الذي كتبه وكان في طريقه للتصويركان المرحلة الأخيرة من فكر الإخوان المتطرف، وهذا العمل هو ليس مجرد مسلسل ولكنه بحث ودراسة تحليلية تاريخية لبداية تلك الجماعة حتي نهايتها بعد ثورة 25 يناير وعودتها للجحور مرة أخري والهروب للخارج .