أزمة حقيقة وصداع مزمن وملف مشتعل يؤرق نادى الزمالك وجماهيره، بسبب تمسك مهاجم الفريق مصطفى محمد بحلم الاحتراف الأوروبى وعرض نادى سانت إتيان الذى يسعى للتعاقد مع اللاعب، فى الوقت الذى يرفض مسئولو القلعة البيضاء فكرة رحيله فى الوقت الحالى لأسباب مختلفة، وما بين هذا وذلك زادت الاجتهادات الصحفية والإعلامية حول توقيت احتراف اللاعب وحاجة النادى لخدماته، والتى وصلت إلى حد اتهامه بالخيانة من جانب بعض غلاة التعصب الكروى، ولكن هل يستفيد الزمالك من رحيل مصطفى محمد، وكيف يمكن تعويضه، ولماذا كل تلك "الزوبعة"، فى حين أن الاحتراف حق مشروع لأى لاعب ويعود بالنفع للاعب والنادى، قبل أن ينعكس على المنتخب الوطنى أيضاً، أم أننا سنتوقف عند مرحلة محمد صلاح!.
لغة الزمالك الرافضة لرحيل مصطفى محمد تحمل العديد من المبررات، والتى اختلفت ما بين التوقيت غير المناسب وصعوبة تعويض اللاعب، ثم انتقلت للمقابل المادى الذى ترى أن مبلغ الـ 4 ملايين دولار المعروض من نادى سانت إتيان الفرنسى لا يرضى طموحات إدارة الزمالك فأعلنت التمسك بـ5 ملايين بخلاف نسبة المشاركة، وهذا حقهم أيضاً، ولكنهم ربما يحققون العديد من المكاسب المستقبلية باحتراف اللاعب، خاصة الذى يتنبأ له الجميع بالنجاح الكبير فى ملاعب أوروبا.
الزمالك يعى جيداً قيمة مهاجم الفريق، كما يعى مدى تأثير رحيله، ولكن يجب أن ينظر للمكاسب العديدة التى يحققها النادى من احترافه، سواء كانت مادية أم فنية اليوم ومستقبلا، بداية من الـ4 ملايين دولار التى يعرضها النادى الفرنسي لإتمام الصفقة ويستطيع الزمالك من خلالها دخول الميركاتو الشتوى بقوة والتعاقد مع "صفقة سوبر" من بين الأسماء المطروحة، مثل لابا كودجو أو سيرينو مثلاً، والذى فشل الأهلى فى ضمه بسبب المقابل المادى، وربما يقبل مسئولو صن داونز بـ3 ملايين دولار مقابل إتمام الصفقة، وهو لاعب سوبر لا يختلف أحد على إمكانياته الفنية، فضلاً عن ما يحققه الزمالك مستقبلاً من انتقال مصطفى محمد لأحد كبار أندية أوروبا.
ولكن أين مصطفى محمد من كل ذلك، ولماذا نربط رحيله بفكرة المؤامرة أو التخوين، خاصة أنه مازال صغيراً (23 سنة) ومن حقه تقرير مصيره وخوض تجربة جديدة.
بالتأكيد الاحتراف حلم مشروع لأى لاعب كرة، خاصة إذا كان يتمتع بإمكانيات "البلدوزر" ومهاراته الفنية التى شهد لها الجميع الفترة الأخيرة، خصوصاً فى أمم أفريقيا تحت 23 سنة الأخيرة التى توج بها الفراعنة، وضربوا موعداً مع التاريخ فى أولمبياد طوكيو، وهو ما يزيد إصراره على خوض للدفاع عن حلمه والتمسك بفرصة تقديم مهاراته للعالم، لذا فإن الدورى الفرنسى أو سانت إتيان ربما تكون "محطة" للانتقال لأحد أكبر أندية أوروبا وبمقابل مادى أعلى من المعروض حالياً، وهو ما يفيد الزمالك فنياً ومادياً الفترة المقبلة.
الخلاصة.. يجب أن نغير "عقلية الاحتراف" التى أصبحت موجودة فى جميع دول العالم وأصبحنا نعيش عصر الاحتراف فى كرة القدم، فهى حق مشروع للجميع سواء للاعب الذى يطمح لتحقيق أمجاد وخوض التحدى للتتويج ببطولات، أو الأندية للاستثمار فى اللاعبين وتحقيق أكبر مكاسب ممكنة، ولا تقف على نجم معين، كما لن تتوقف الجماهير عن تشجيع أحد هؤلاء النجوم عند انتقاله لنادٍ آخر.
لا نريد أن نقف عند تجربة محمد صلاح، والذى حقق ما عجز عنه الكثيرون، وأصبح قدوة للعديد من المواهب الكروية التى تطمح لتحقيق إنجازاته وصعود منصات التتويج الأوروبى، وبالتأكيد مصطفى محمد واحد منهم.. اتركوا مصطفى محمد يرحل ويخوض التجربة، فالاحتراف حلم مشروع، ولا تلتفتوا لدعوات التعصب والخيانة، فالجماهير ستكون أكبر داعم له فى ملاعب أوروبا، لا تنظروا تحت أقدامكم، فالزمالك لن يقف على رحيل مصطفى محمد أو غيره، كما لم يقف ريال مدريد بعد كريستيانو رونالدو، فالأندية أكبر من أى لاعب، مصطفى محمد يحتاج لتنمية موهبته فلا تقتلوا تلك الموهبة بالنظرة الضيقة والتعصب.