تثبت الولايات المتحدة في كل محنة تتعرض لها البلاد بأنها حقًا ديمقراطية راسخة، ظل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب متشبثا بالحكم رافضًا الاعتراف بالهزيمة لآخر وهلة، طالب نائبه مايك بنس في تغريدة عبر حسابه على تويتر باستخدام سلطته وإبطال إعلان فرز بعض نتائج انتخابات الرئاسة في بعض الولايات، ليتثنى له الاستمرار في الحكم 4 سنوات أخرى، أو هكذا سولت له نفسه.
جلسة تصويت الكونجرس على نتائج الانتخابات الأمريكية هي جلسة إجرائية بطبيعة الحال، لكن هذه المرة لم تكن جلسة عادية بل استثنائية في التاريخ الأمريكي المعاصر، تابعها ملايين البشر عبر شاشات التلفزة، اعتقد البعض وخيل إليهم أن "بنس" سيمشى على نهج رئيسه المنتهية ولايته، فإذ به يثبت أن الديمقراطية الأمريكية لها أنياب.
الرجل خالف توقعات بعض المحللين، وترأس الجلسة التاريخية ليعلن أمام العالم أن الديمقراطية تمرض ولا تموت أو هكذا يقولون، ليعلن تصديق مجلس النواب والشيوخ الأمريكيين بفوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الامريكية لتبدأ عُهدة جديدة برئيس جديد في العشرين من يناير الجارى، لتدوي عاصفة من التصفيق في أرجاء جدران الكونجرس الذى تعرض لهجمة بربرية واقتحام مبناه العتيق، لتنتهى بذلك محاولات "انقلاب" بأعتى ديمقراطيات العالم.
الاعتراف الأول من ترامب بهزيمته في الانتخابات الرئاسية جاءت على استحياء، ورغم تعهد الرجل بنقل السلطة بشكل منظم في الموعد المقرر دستوريا وهو العشرين من يناير الجارى، إلا أن ترامب لم يصرح بأنه سيكون حاضرا في مراسم تسليم السلطة وهو عرف متبع عند نقل السلطة من رئيس إلى رئيس آخر في الولايات المتحدة، ما يضع علامات استفهام عديدة!!.
يتبقى لترامب 13 يوما في سدة الحكم، سيحبس العالم أنفاسه خلال تلك الساعات، خشية تهور الرجل وافتعال أزمات قد تعصف وتضعف أكبر قوة في العالم، فهل نشهد أزمات إضافية يختلقها هذا الـ"ترامب" ليصبح الطريق غير ممهد أمام بايدن الرئيس الاستثنائي في الولايات المتحدة.؟، فقط الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة على هذا السؤال.