الطبيعى أن أى مدرب يضع خطة يكون مدركا لكيفية تنفيذها حتى يحقق منها الأهداف التى تخدم مصلحة فريقه وتمنحه الانتصار، ولكن عندما تحدد خططك وتفشل فى التنفيذ داخل الملعب إذن فلا بد أن تكون هناك مشكلة تحتاج منك حلولا سريعة.. عن بيتسو موسيمانى مدرب الأهلى أتحدث دون حرج!.
أبرز وأغرب ملاحظة ولا يمكن أن أقتنع بأى مبررات بشأنها هى البدء بثلاثى دفاعى فى خط الوسط فهذا ليس الأهلى.. ولا يجوز أن يلعب بهذه الطريقة تحت أى ظروف حتى ولو على سبيل التجربة.. كونها طريقة تدلل على الدفاع حتى ولو كان هناك تكليفات بزيادة هجومية، والأدهى والأمر أن هذه التكليفات لم يحققها أى لاعب.
عندما تريد تكليف لاعب فى فريقك بتعليمات محددة يجب أن تدرك قدراتك على التنفيذ، حتى لا يحدث خلل فى ماكينة الفريق وتتعطل.. هذا ما أحدثه موسيمانى مع الأهلى فى الشوط الأول من مباراة سيراميكا بوجود الثلاثى آليو ديانج، أكرم توفيق، حمدى فتحى.. ما تسبب فى إرباك الفريق لتشابه المهام، ما صنع أزمة غياب تواصل بين خط الوسط والهجوم دون وجود جمل منظمة مع التحرك العرضى السلبى، ما قلل الضغط الأحمر تجاه مرمى المنافس، الذى استغل الأمر وظهر ندا للأهلى وأحرجه فى الكثير من الأوقات رغم فارق الخبرات والإمكانيات بين البطل والصاعد للدورى لأول مرة فى تاريخه.
قد نلتمس العذر لموسيمانى كونه أدرك خطأه مع بداية الشوط الثانى.. وأن تأتى متأخرا خير من ألا تأتى أبدا.. فقد أجرى بعض التغييرات بنزول قفشة وكهربا وهو ما أحدث انتعاشة ورفع من الوتيرة الهجومية للفريق الأحمر بفضل تمريرات الأول وكنتروله فى السيطرة على وسط الملعب الهجومى، وتحركات الثانى على الجناح واختراقه منطقة الجزاء، ما ساهم فى إحرازه هدف التقدم المتأخر الذى يعد الخامس له على التوالى، وحتى الهدف الثانى جاء عن طريق تغيير آخر هو الحاوى وليد سليمان الذى تشعر أن الكرة تحبه مثلما الجميع يحبه سواء جمهور أو لاعبين زملاؤه، وهو ما لوحظ عقب تسجيل الهدف واحتفال زملائه به.. فهو قادر على صنع الفارق وقتما تواجد وحين ظهر.
ومن ضمن العجائب التى أقدم عليها موسيمانى، استبداله بيكهام الذى شارك كظهير أيمن مع بداية الشوط الثانى، ووجه أكرم توفيق بالتحرك مكانه، وكان من باب أولى أن يبقى بيكهام ويخرج أحد الثلاثى فى خط الوسط، ليحافظ على الجبهة اليمنى من أخطار تواجد لاعب فى غير مركزه، ليصبح هذا المركز بمثابة الأزمة التى تهدد الفريق ما بين الحين والآخر، خاصة عند غياب محمد هانى اللاعب الأساسى فى هذا المركز.
خطايا موسيمانى فى الأهلى أيضا تظهر فى عدم قدرته على تطوير مستوى اللاعبين أو القدرة فى الحفاظ على قدراتهم وتوظيفهم بالشكل الذى يسمح للفريق بالاستفادة منهم، وفى مقدمة هؤلاء الثنائى طاهر طاهر وحسين الشحات.. إذ ظهر الأول تائها وغائبا عن وعيه الكروى داخل الملعب، فيما واصل الثانى التدنى غير المبرر رغم كم الفرص التى يحصل عليها واستمراره فى التشكيلة الأساسية مهما كان مستواه.
أخيرا هل غامر موسيمانى بالدفع السريع بالمهاجم الجديد والتر بواليا، رغم مرور عدة أيام فقط على انضمامه للفريق وعدم التدريب مع الفريق أكثر من تدربين فقط؟ فكيف له أن يصل لدرجة الانسجام والتفاهم مع زملائه مهما كانت جاهزيته الفنية والبدنية كونه كان يشارك مع الجونة باستمرار وحتى قبل أيام قليلة من انتقاله للأهلى.. لكن كل هذا لا يشفع له وكان من الأولى أن يصبر عليه بعض الوقت حتى يكون مؤهلا للظهور الجديد، وإن كان هذا لا يعنى الحكم على والتر بواليا بالسوء، بل بالعكس ظهر بأداء متميز فى الشوط الأول بتحركات سريعة وإيجابية، إلا أن كل هذا الجهد ضاع بعد إهداره الفرصة الغريبة التى كان من الممكن أن تمنحه شهادة الاعتماد من الجماهير الحمراء، لتتأكد أمام موسيمانى أن لكل شيء وقت وأذان.