كم مرة سمعت جملة "ترس فى ماكينة" وهى فى ظنى واحدة من الجمل الصعبة فى الحياة، على الرغم من صدقها، فنحن – بالفعل - مجرد تروس صغيرة فى ماكينة ضخمة يسمونها الحياة، تتعامل معنا بمنطق الآلة، فى كل شيء، حتى فى الموت.
وفى ثقافتنا العربية، تجسدت هذه الجملة على حقيقتها تماما، عندما قال الشاعر العربى الكبير عبد الرحمن الأبنودى "إذا جاك الموت يا وليدى موت على طول" فى قصيدة "يامنة" الشهيرة، كانت هذه الجملة الشعرية هى الأكثر تعبيرا عن هذه الفكرة، جملة تقول لك لا تنشغل دائما بما يدور من بعدك، ستستمر الآلة فى الدوران.
وما يفعله فيروس كورونا فى حياتنا، ليس سهلا، وربما لو كتبه أحدهم قبل حدوثه، لظنناه مبالغا، حتى الكتب العلمية التى كانت تتحدث عن عودة الأوبئة لم تكن تتخيل أن يحدث بمثل هذه القسوة، فكيف بعد كل هذه الصحوة العلمية التى يتحدثون عنها فى كل الدنيا عبر سنوات، نجد كل شىء يتعطل، لأن فيروسا صغيرا – طبيعيا و مخلقا – قرر أن يفسد علينا أيامنا.
ويكفى تصفح سريع لصفحات التواصل الاجتماعى – خاصة الفيس بوك – لتجد كمًا من الحزن لا يطاق، ما أكثر الراحلين والمودعين، ما أكثر لغة الحداد القاسية التى تقول لك "أيها المهدد بالرحيل انتبه أو لا تنتبه".
لا نعلم ما يفعله اليوم فينا، فنحن نعيش سنوات يابسات، نتمنى من الله أن يخرجنا منها على خير، وأن يمنح حياتنا معنى، وأن يجعلنا واعين لأنفسنا وقادرين على المقاومة.