لا يعجبنى الصمت المحيط بالكاتب الكبير بهاء طاهر، الذى نحتفل اليوم بعيد ميلاده، هذا على الرغم من كون الصمت فرضه الزمن الذى نعجز جميعا عن مواجهته.
وبالطبع فإن الصمت الذى نتحدث عنه لم يصب أعمال بهاء الطاهر، التى تواصل حديثها للآخرين وقدرتها على الاستمرار بين الناس، فبهاء طاهر حالة ثقافية تستحق التوقف أمامها كثيرا، فبعيدا عن أعماله الأدبية، نعرف له أعمالا مسرحية أخرجها ونعرف له ترجمات، وربما ترجمته الشهير لـ رواية باولو كويللو "الخميائى" واحدة من الأعمال المهمة التى صنعت بعدا مهما فى تجربة بهاء طاهر، لأن سؤال طرح نفسه، لماذا اختار بهاء طاهر هذه الرواية لترجمتها، هل أحب فكرتها أم أنه وقع فى غرام طريقتها فى الكتابة؟
وفى ظنى أن المغزى الكامن فى الرواية هو الذى أعجب بهاء طاهر، فكما نذكر فإن كلمة "مكتوب" كان لها دور كبير فى بناء أحداث الرواية، والمكتوب المقصود به القدر وأحواله، وينتابنى إحساس دائم بصوفية بهاء طاهر، كما أن التشكيل الجسمانى له يرتبط فى أذهاننا بهؤلاء المتصوفة الذين يمنحون القدرة الإلهية مساحة كبيرة فى تصريف حياتهم يساعدنا على قبول هذه الفكرة الصوفية.
أنا لم أتحدث إلى بهاء طاهر بشكل مباشر من قبل، لكننى أحبه، كأن حوارا طويلا دار بيننا، اتفقنا فيه أكثر مما اختلفنا، لذا أتمنى له الصحة والسلامة الدائمة.