تلعب الجمعيات الأهلية فى مصر دورا محوريا وإيجابيا ملموسا فى دعم جهود الحكومة لمساعدة الفئات المهمشة والأولى بالمساعدة، دورا جعلها من أهم الركائز التى تراهن عليها الدولة المصرية فى تحقيق التنمية، لما لها من تواصل مع مختلف فئات المجتمع، الأمر الذى فطنت إليه الحكومة فاتجهت إلى إبرام الاتفاقيات والشراكات مع تلك الجمعيات لتنفيذ المشروعات الأهلية والمجتمعية وتحقيق الأهداف المرجوة في ذلك الملف.
دور تلك الجمعيات في مساعدة الفقراء والمحتاجين لمسه أبناء الريف والمناطق الشعبية، أكثر من غيرهم، نظرا لقرب الأهالى في الريف من بعضهم ومعرفتهم بأحوالهم المادية دون مواربة أو تحايل.
فى قرية سنتريس التابعة لمركز أشمون أحد مراكز محافظ المنوفية، اجتمع عدد من شباب القرية على هدف واحد دون أى مطامع أخرى، جمعهم فقط حبهم لقريتهم، وحرصهم على تقديم الخدمة لأهاليهم، ومساعدة الفقراء والمحتاجين منهم.
بدأ الشباب حلمهم بجمع تبرعات من أصدقائهم وأقاربهم، وبدأوا فى توزيعها على فقراء القرية، ومع الوقت، لمس أهل القرية الجهود الصادقة التى يبذلها هؤلاء الشباب، فبادروا إلى دعمهم ماديا ومعنويا ومع توسع نشاطهم كان لزاما أن يتم وضع النشاط فى إطار قانونى، فتقدموا بأوراق لتأسيس وإشهار جمعية أهلية خيرية، وهو ما نجحوا فيه بالفعل.
تتملكك السعادة، وأنت ترى تجهيز فتيات مقبلات على الزواج، أو فك كرب غارمات، أو دفع مصروفات دراسية لغير القادرين، أو توفير فرص عمل للأرامل والمطلقات، بعمل مشروعات نفعية تدر عليهن دخلا شهريا، يساعدهن في إعالة أطفالهن، أو تجهيز وجبات رمضانية، وتوزيع الأضاحى على الفقراء، بجانب المبادرات والأنشطة المجتمعية، من تنظيف الشوارع، وطلاء الجدران، وتنظيم حملات طبية لفحص الأهالى.
شباب فى عمر الزهور، شغلهم حبهم لبلدهم، فأقسموا أن لا يدخروا أى جهد فى سبيل خدمة ومساعدة أبناء قريتهم، تجربة رائعة، أتمنى وجودها في كل حى وقرية.. فالحكومة لا تملك عصا سحرية لحل كل أزمات ومشكلات المجتمع، لكن بمشاركة صادقة مخلصة مع تلك النماذج المشرفة، اعتقد أن مجتمعنا سيتجاوز الكثير من الأزمات فى وقت قياسى.