مصر القادرة.. نعم إنها مهد وأرض الحضارات؛ ففيها ولد التاريخ والحضارة البشرية منذ آلاف السنين، ودائما ما تبهر العالم بعظمتها وقدرتها على مواجهة التحديات وتحطيم الصعاب، فها هي من جديد وفى زمن وباء كورونا، تقول كلمتها وتلفت الأنظار إليها، من خلال إصرارها على استضافة بطولة كأس العالم لكرة اليد فى نسختها رقم 27 خلال الفترة من 13 إلى 31 يناير 2021، بمشاركة 32 دولة لأول مرة فى تاريخ البطولة.
والأمر لم يتوقف عند قرار الاستضافة بل وصل إلى تنظيم حفل أسطورى لافتتاح البطولة فى حضور الرئيس السيسى، لدليل قوى ودامغ على أنها ما زالت الدولة المصرية رمزا للعطاء والإعجاز مهما شكك المغرضون وتربص الحاقدون، فها هى فى ظل تحديات وباء كورونا، تثبت للعالم أجمع، بما لا يدع مجالًا للشك مدى قوة الإجراءات الاحترازية والوقائية التى اتخذتها الدولة، فى الوقت الذى يغلق العالم على نفسه، خوفا ورعبا، إلا أن شريان الحياة يجرى فيها تحت سماء ساطعة الأضواء ونيل أزرق خالد، للتضافر الجهود لخروج بطولة عالمية بشكل يليق بحجم مكانة مصر، والرياضة المصرية.
فالتنظيم الرائع للحفل الذى أشاد به الجميع لم يأت من فراغ، وإنما كان ثمارا لتكاتف العديد من الوزارات وأجهزة الدولة المختلفة على مدار الشهور الماضية، إضافة إلى وجود إجراءات أمنية عالية وراقية اتخذتها أجهزة الدولة فى جو من التناغم والمسئولية، لتخرج بهذه الصورة الرائعة، لنكون فى النهاية أمام احتفال تغنى به شباب القارة والعالم أجمع، وانفجرت مواقع التواصل الاجتماعى بإشادات مذهلة، واصفين هذا الاحتفال بالأسطورى، ومؤكدين أن مصر بلد الحضارة وستظل أم الدنيا، لتتأكد مقولة عالم المصريات "جيمس بريستيد" حين قال، "إن بزوغ فجر الضمير كان من مصر"، وهكذا دائماً يكون شعب مصر مصريون قبل الأديان ومصريون إلى آخر الزمان.. فمصر جاءت أولا ثم بدأ التاريخ.
وأخيرا.. فإن هذا النجاح الأسطورى التى حققته مصر فى حفل تنظيم بطولة كأس العالم لكرة اليد، ليس بغريب على دولة هى أول دولة فى العالم لها تاريخ مكتوب، فدائما حضارتها رائدة فى ابتكاراتها وعمائرها وفنونها، ودائما ما تذهل العالم والعلماء بفكرها وعلمها وأفعالها، وها هى اليوم تعلم العالم كيف تكون الاحتفالات حتى فى زمن الأوبئة وفى زمن تظلم فيه الحياة ويهدد شبح الموت البشرية جمعاء، فاللهم احفظ مصرنا الغالية..