تحتاج الحياة المصرية بماضيها الحافل بالإشارات والأحداث إلى إلقاء الضوء عليها، والعودة إلى تأملها ودراستها، على أن يكون ذلك بعيدا عن التاريخ الرسمى، بل بالخوض فى حياتنا الاجتماعية على مر العصور، لأن ذلك سوف يشرح لنا الكثير من الشخصية المصرية.
وعلى مدى سنوات كنا نشاهد على مواقع التواصل الاجتماعى صورة بائسة يظهر فيها رجل فقير جدا وبجانبه تنتصب مومياء، ويكون التعليق عادة، أن هذا نوع من بيع المومياوات القديمة، حيث كانت الأمور معروضة فى الشوارع للتجارة المعلنة.
إضافة إلى أن هناك حكايات كثيرة عن تهريب لمومياوات يقال بأنها كانت تستخدم فى أفكار لها علاقة بطقوس معينة وكان البعض يرون أن لها قدرات سحرية سحرية، وأمور أخرى لا يعلمها إلا الله، كان ذلك يحدث بينما يطلق الناس عليهم "المساخيط" ربما للهيئة التى عليها المومياء بسبب تأثيرات الزمن.
ما أريد قوله من ذلك أن موضوع المومياوات قديم جدا، والحديث فيه لن يأتى بجديد، لأن هناك فريقين، الأول يرى أن عرضها حرام، والواجب دفنها، والثانى يرى أن عرضها ليس فيه أى تجاوز على حرمة الموت، لأنها لا تتعرض لأية إساءة، بل تظهر فى شكل حضارى كدليل على حضارة قوية استطاعت أن تؤمن بأفكار تجعلها تحافظ على أجساد أبنائها قدر المستطاع.
الموضوع له علاقة بتراكم الثقافات، ولا يمكن القطع فيه برأى واحد، وفى مثل هذه الأمور فإقناع أى من الطرفين برأى الآخر، لن يجدى نفعا، لأن كل منهما معتمد على أسس، وبالتالى فإن قضية عرض المومياوات من الأفضل التعامل معها بمنطق ما هو كائن، أى أننا اعتدنا منذ فترة عرض المومياوات فى قاعة كبرى بالمتحف المصرى بالتحرير وسيتم نقلها إلى متحف الحضارة قريبا، ويحدث ذلك دون أية إهانة أو تقليل أو غير ذلك، وذلك لا ضرر فيه.