تابعت خلال الأيام الأخيرة حالة الجدل التي سببتها أزمة إيقاف محمد الشناوى حارس النادى الأهلى بعد مباراة البنك الأهلى التي انتهت بالتعادل، وتم فيها إلغاء هدف الأهلى الصحيح الذى سجله أيمن أشرف وألغاه الحكم.
ولأننى مشجع أهلاوى أصابنى الحزن على الطريقة التي صدر بها قرار الإيقاف، ليس على القرار نفسه، لأن الطريقة أظهرت مدى العشوائية في اتخاذ قرارات هامة ومصيرية في مسيرة حامل لقب الدورى وممثل مصر في كأس العالم للأندية، ولكن للحقيقة زاد انبهارى لأنى لم آخذ وقتا طويلا في الحزن وقرر اتحاد الكرة تأكيد الصورة التي ظهرت جلية في القرار الأول بقرار ثانٍ بالتراجع عن الإيقاف 4 مباريات و20 ألف جنيه وقرر إيقاف الشناوى مباراة واحدة وغرامة 50 ألف جنيه.
والأدهى من ذلك أن توصيف الحيثيات التي بنى عليها اتحاد الكرة بلجنته الثلاثية القرار الذى نسبه للجنة المسابقات أن الشناوى قام بفعل غير رياضى وهذا في الواقع توصيف ذكرنى بشخص تضربه وتستنكر أنه يتألم، ذلك فضلا عن كوننا كجماهير مصرية باختلاف انتمائنا لم نعهد على الشناوى أى سلوك غير رياضى.
ناهيك عن كل هذه العاطفة التي اتحدث بها تجاه كيان أشجعه وأحبه وأرى أنه أعظم نادى في الكون، على أي أساس تم إيقاف الشناوى 4 مباريات في القرار الأول، رغم أن الحكم لم يخرج حتى بطاقة صفراء للخلوق الشناوى الذى تحدث معه من واقع كونه كابتن الفريق، ولم يرصد الحكم في تقريره أية مخالفة ضد حارس المارد الأحمر.. بل حتى في القرار الثانى الذى قررت فيه اللجنة الثلاثية تخفيف العقوبة لم تقدم اللجنة تفسيرا يقبله ذو عقل للقرار، وليس سوى أن الذى أوقف اللاعب أولا رأى أنه أصدر القرار بالبركة، ثم أراد أن يمتص غضب الجمهور فقلص عقوبة الإيقاف وزاد الغرامة المالية.
رأيى الشخصى أن الأهلى تعرض لظلم كبير من الحكام في مباراتى وادى دجلة والبنك الأهلى أضاع منه 4 نقاط على مرأى ومسمع من الوسط الرياضى كله زادت حدته بعقوبة الشناوى الأولى، وكأن الذى أصدر العقوبة كان يخطط أن يقلصها بعد ذلك حتى ينسى جمهور الأهلى النقاط الأربعة التي ضاعت منه ويفرح بأن الشناوى سيكون متواجدا في مباراة هامة ضد فريق نادى بيراميدز على طريقة "بص العصفورة"، خاصة أن الأهلى والمقاولون رغم أهميته لن يحظى باهتمام الجمهور كمباراة بيراميدز.
كل ده كوم والمحزنة التي أطلقها البعض على تراجع اللجنة الثلاثية وتقليصها عقوبة الشناوى كوم آخر، والاتهامات التي أطلقوها بأن اللجنة تجامل الأهلى في تمثيلية كوميدية تحبك المشهد لينسى الأهلى أنه فقد 4 نقاط بأخطاء التحكيم، والأدهى من ذلك تنديد أندية بقرار التقليص بداعى أن لاعبيهم تعرضوا لإيقاف من قبل ولم تقلص، وهنا السؤال "لماذا لم يتحدث هؤلاء عندما كان الأمر يعنيهم؟".
لا أرى ما فعلته اللجنة سوى مثل "ألشة" رأس حربة في انفراد تام بمرمى الخصم قرارات في غير محلها للتغطية على أخطاء تحكيمية لم يسترها وجود الـ"var" في الدورى المصرى.