جرعات من الأمل والتفاؤل خرجت علينا خلال الأيام القليلة الماضية، من عدة دوريات علمية، وآراء طبية أكدت أن معدلات الإصابة بـ"كوفيد 19" ستشهد انخفاضا ملحوظا، بداية شهر فبراير المقبل أو منتصفه، معللين ذلك بأن ما يحدث حاليا هى فترة تجذب المنحنى الخاص بالفيروس، بمعنى أن الأرقام تشهد ارتفاعا وانخفاضا وهذا شىء جيد، لأنه يعنى أننا فى طريقنا لتسطيح المنحنى بعد فترة الذروة، ما يعنى أن فبراير شهر أبيض على أم الدنيا بإذن الله تعالى.
إضافة إلى أن هناك تأكيدات طبية، بأن فى شهور " ديسمبر ويناير وفبراير"، دائما ما ترتفع إصابات الأمراض التنفسية، وفى مقدمتها كورونا، وهو ما يعزز احتمالية انخفاض معدلات الإصابات بدءًا من منتصف فبراير، رغم أن هناك تأكيدا دائما من قبل وزارة الصحة بأن الانخفاض والزيادة فى إصابات كورونا يتوقف على سلوكيات المواطنين من اتباع الإجراءات الاحترازية كارتداء الكمامات وتحقيق التباعد الاجتماعى والحرص على عدم إقامة المناسبات والتهوية الجيدة.
وما يزيد الأمر تفاؤلا، إجراءات الدولة المصرية تجاه الأزمة، كاتخاذ عدة قرارات صارمة لحماية المواطنين، مثل فرض غرامة الـ50 جنيها التي ساهمت قطعا في الحرص على ارتداء الكمامة، إضافة إلى المبادرة الرئاسية المهمة الخاصة بمتابعة الحالات المصابة بكورونا فى العزل المنزلى، لأن التدفق الكبير على المستشفيات كان من أسبابه عدم معرفة الناس بمراحل المرض والأعراض، فحدث هلعا وتدفقا فوضويا إلى المستشفيات خلال الموجة الأولى، لكن أتت هذه المبادرة وتحقق الهدف وهو زيادة الوعى، سواء من خلال المتابعة المنزلية أو من خلال تطبيقات الهاتف المحمول، وكذلك بتوفير برتوكولات العلاج وصرفها لمرضى العزل المنزلى، فهدأت الأجواء.
ولهذا أحس الجميع بأن الأجواء هدأت، وهلًت بشائر الأمل، فى انخفاض معدلات الإصابة، بل وسطعت الحياة فور الإعلان عن عدة لقاحات، وتعاقد الدولة المصرية مع إحدى التحالفات الدولية لتوفيره للمواطنين، بل تخصيص مليار جنيه كمرحلة أولى، لتوفير هذه اللقاحات، وتدشين موقع لتسجيل الراغبين فى التطعيم، فضلا عن زيادة خبرة وكفاءة الأطقم الطبية فى التعامل مع المرضى بكافة المستويات، لنكون بإذن الله تعالى أمام تفاؤل حقيقى لما هو قادم.
وأخيرا.. رغم هذه النقاط المضيئة، والتفاؤل المرتقب، يجب أن نعلم أن هذا كله متوقف على مدى التزامنا بالإجراءات الاحترازية وتحقيق التباعد الاجتماعى، وتكثيف العمل لزيادة الوعى فى التعامل مع هذه الجائحة القاتلة، وإلا ستتحطم هذه الآمال على صخرة التهاون والاستهانة، فنكون أمام فبراير أسود، ونجد أنفسنا فريسة لهذا الفيروس الفتاك، فعلينا التفاؤل، ولكن بحذر شديد إلا أن يقضى الله أمرا كان مفعولا..