إذا قارنت بين المعترضين المتحذلقين قبل ثورة 25 يناير 2011 وبين المعترضين بعد يناير وحتى كتابة هذه السطور، ستجدهم، هم أنفسهم، نفس الوجوه، ونفس الأفكار، ونفس الطرح، حاملين أجولة ممتلئة من الضلال والتضليل، يفرغونها على مواقع التواصل الاجتماعى، وفى المنتديات المختلفة، لزعزعة اليقين، ونشر التشكيك بين بسطاء هذا الوطن.
هؤلاء قبل ثورة يناير، ووسط دعم كامل من الدولة لكل شئ، فى رهان كارثى مع المستقبل، وتراجع مخيف فى عملية التنمية الشاملة، ما أدى إلى تكلس البلاد فى كافة المجالات، لم يعجب هؤلاء المعترضين المتحذلقين، وكانوا يضربون أخماسا فى أسداس، عندما يشاهدون صورا لروعة الطرق والكبار والمبانى الشاهقة فى دبى، وحالة التطور النوعى لسنغافورة وإندونيسيا، وكم هذه الدول حققت طفرات تنموية مذهلة.
وكان مر شكواهم، من انهيار المرافق، كهرباء، ونقل سواء قطارات سكك حديد، أو مترو أنفاق، واتوبيسات هيئة النقل العام، وانهيار تام فى شبكة الطرق والكبارى، وصرخات بأن القاهرة صارت مدينة مكتظة لا تطاق، ويجب التوسع فى الصحراء، ناهيك ورغم الدعم المطلق والمكلف للدولة، كانت الشكوى الصارخة من الغلاء وزيادة الفقر، وكيف يموت الناس فى معارك الحصول على رغيف العيش فى الطوابير المزدحمة أمام الأفران، وفى طوابير الحصول على أنبوبة بوتاجاز، وكيف أن أدمية المصرى، تُنتهك..!!
هؤلاء المعترضون المتحذلقون، كانوا يدشنون حملات المعايرة والتبكيت، من انتشار العشوائيات، وكيف للمصريين يقطنون المقابر جنبا إلى جنب مع الموتى، وكيف ينهش فيروس سى أكباد المصريين، وأن مصر حينها كانت موبوءة، وتحتل مقدمة الدول المريضة بأورام الكبد والفشل الكبرى.
واندلعت ثورة 25 يناير 2011 وصدق البسطاء شعارات هؤلاء المعترضين المتحذلقين، وأن الثورة ستقود مصر إلى مقدمة الدول الكبرى، لتكون كتفا بكتف مع اليابان وألمانيا وروسيا، وفاق المصريون، على كابوس يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011 وهو اليوم المرعب الذى لم تعشه مصر منذ عصر الاضمحلال الأول، عقب انهيار الدولة القديمة "الفرعونية" وتكشفت حقيقة هؤلاء المعترضين، من جماعة الإخوان الإرهابية، وذيولهم، وأدعياء الثورية، وأصحاب دكاكين حقوق الإنسان، والنخب الفاسدة، بجانب مجموعة مصالح الابتزاز السياسى المقيت.
وعاشت مصر فى حالة انهيار وفوضى كارثية، ووصلت لحافة الهاوية، لولا خروج المصريين فى 30 يونيو 2013 فى حشود لم تشهد لها مصر، مثيلا من قبل، وعادت مصر، لحضن أبنائها، واختاروا قيادة، كان بمثابة المخلص فى 2014 وقاد البلاد لمرحلة جديدة من تاريخها، لتضع أقدامها فى خريطة الدول المتقدمة.
نعم، قاد الرئيس عبدالفتاح السيسى، خطة فرمطة مصر، والقضاء على أورام جسدها المؤلمة، والموجعة، فى صراع مخيف مع الوقت، شملت كل القطاعات، زراعة وصناعة وطرق وكبارى وإنشاء عاصمة جديدة والقضاء على العشوائيات وفيروس سى، وحل مشكلة الكهرباء، والقضاء على مشكلة الغاز، وصارت مصر أوبك الغاز فى المنطقة، وتسليح وتدريب الجيش، وأصبحت مصر محط انظار واعجاب الشعوب، خاصة شعوب الدول الشبيهة من مصر.
واحتلت صور المشروعات العملاقة، فى كافة القطاعات، المشهد العام، شاهدة على حجم الإنجازات، والتطور المدهش، وحلت بديلا عن صور العشوائيات والحاجة والعوز، ولو عرضت هذه الصور قبل يناير، كانت انتزعت آهات الاعجاب من الصدور، وترديد عبارة، ياليت الصور من مصر؛ وما حدث ويحدث فى مصر، يندرج تحت خانات الاعجاز، وليس الانجاز، ورغم ذلك، يخرج علينا نفس المعترضون المتحذلقون، معترضين، وساخطون بكل فجاجة، على هذه الثورة التنموية الكبرى.
هؤلاء المتحذلقين، يعترضون على مشروع القطار الكهربائى السريع، العلمين/ العين السخنة، كمرحلة أولى، ويتحدثون عن عائده وفوائده، بجهل شديد، دون إدراك، أن شبكة الطرق والكبارى، ليست مجرد طرق، وإنما هى شرايين استراتيجية، لمجابهة المستقبل، وربط الوطن بعضه ببعض، وسهولة التنقل التجارى مع جيران مصر، بجانب الطفرة العمرانية فى عمق الصحراء، بعد الانفجار فى الدلتا..!!