قبل أن ينتهى العالم من فيروس كورونا، ولا تزال الإصابات والوفيات مرتفعة مع تضارب أنباء اللقاحات، تجددت مخاوف من فيروس «نيباه»، والذى أعلنت تقارير تحذيراتها منه، وبسرعة أصبح اسم «نيباه» أحد أهم الأخبار العاجلة فى الكثير من الأخبار والقنوات ونشرات الأخبار، بالرغم من أن الفيروس المذكور ظهر فى نهاية التسعينيات من القرن العشرين فى بنجلاديش وبعض دول آسيا، وهذه ليست المرة الأولى التى تتجدد فيها أنباء عن فيروسات فتاكة، فقد سبق وظهرت تحذيرات من فيروس قاتل ظهر فى بعض دول أمريكا الجنوبية، لكن توقف عنه الحديث، ليتجدد مع «نيباه».
علماء الفيروسات ينقسمون بين فريق يؤكد أن علماء الفيروسات سبق لهم وحذروا من الفيروسات وطلبوا الإنفاق على أبحاث الفيروسات منذ التسعينيات من القرن العشرين، لكن هذه التحذيرات لم تؤخذ على محمل الجد، وفريق آخر يرى أن المبالغة فى التحذير من فيروسات هى موجودة بالفعل تمثل نوعا من الفوبيا تحت تأثير فيروس كورونا الذى كان أكثر الفيروسات فتكا طوال قرن، وأن الفيروسات موجودة وبعضها يصبح أشد فتكا بسبب طفرات أو تحورات، وأن الأمر يتطلب الحذر والتركيز على أبحاث الفيروسات، خاصة المشتركة التى تنتقل بين الحيوانات والبشر.
وخضع فيروس «نيباه» لأبحاث ودراسات، كما تكررت التحذيرات منه خلال عامى 2018 و2019، لكن دخل حيز النسيان طوال عام كورونا وعاد من جديد على لسان خبيرة فيروسات صينية من ووهان، هى التى جددت الحديث عنه، كما تناولت الصحف الأوروبية أنباء ظهور نيباه، فيما ما زالت أنباء اللقاحات والعلاجات لفيروس كورونا مستمرة.
فقد نشرت صحيفة «جارديان» البريطانية، تقريرا، حمل تحذيرات من تفشى فيروس نيباه فى الصين بمعدل وفيات يصل إلى 75%، مع احتمالات أن يتسبب فى جائحة عالمية أخطر من كورونا، ونقلت «جارديان» عن خبراء فى الاتحاد الأوربى «أن الوباء يمكن أن يكون التالى مع عدوى مقاومة للأدوية».
وقالت التقارير، إن «نيباه» يسبب مشاكل تنفسية حادة، والتهاب وتورم الدماغ، وآلام بطن وغثيان وقىء، والوفيات به من 40% إلى 75%، ومصدره هو خفافيش الفاكهة، حيث ارتبط تفشى المرض فى بنجلاديش والهند بشرب عصير نخيل التمر، وهو أحد 10 أمراض معدية حددتها منظمة الصحة العالمية على أنها أكبر خطرا فى ظل عدم استعداد شركات الأدوية العالمية الكبرى للتصدى.
وقالت عالمة الفيروسات الصينية، شى زنجلى، مديرة معهد ووهان للفيروسات، إن الحيوانات تحمل فيروسات شبيهة بكورونا أكثر فتكا يمكن أن تصيب البشر، وفقا لتقرير جريدة «دايلى ستار» البريطانية، مشيرة إلى أن هذه الفيروسات «لا يجب أن نبحث عنها فى الصين فحسب، بل فى دول جنوب آسيا أيضا».
لكن فيروس نيباه ليس جديدا فقد اكتشف عام 1999 فى بنجلاديش، وأصاب 265 شخصا مات منهم 115، وفى مايو 2018 صدرت تحذيرات من منظمة الصحة العالمية وتم بالفعل فرض طوارئ فى الحجر الصحى للمطارات والموانئ لتتبع ظهور أى مرضى بالفيروس خاصة القادمين من الهند وبعض دول آسيا، لكن تراجعت أنباء الفيروس لتتجدد فى مايو 2019، عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس نيباه، قاتل وخبيث، تحمله الخفافيش فى جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، باعتباره أحد الأمراض المعدية الناشئة التى قد تسبب أوبئة حادة فى المستقبل القريب.
وتعتبر خفافيش الفواكه الناقل الطبيعى لفيروس نيباه، الذى ينتقل من الخفافيش إلى الحيوانات والبشر، ويمكن أن ينتقل أيضا من شخص لآخر عن طريق اللعاب، ولا توجد له حاليا أى أدوية أو لقاحات.
وتقول تقارير إن باحثين عكفوا على دراسة الفيروس من مدة، ومنهم باحثون من معهد باستور والمركز الدولى لبحوث الأمراض ومعهد بحوث الأمراض الوبائية وأبحاثها والمراكز الأمريكية، حيث درسوا إمكانية انتقال فيروس نيباه خلال السنوات الـ 14 الأخيرة من تحقيقات تفشى المرض فى «بنجلاديش»، وعادت الأنباء مع عودة التحذير من الوباء.
فهل يكون نيباه فيروسا جديدا أم أنه إشباح كورونا التى أصابت العالم بالرعب.