قرار مصر وإصرارها على تنظيم بطولة كأس العالم للكبار لكرة اليد على أراضيها هو حديث العالم الآن، فالبطولات الكبرى فى العالم تأجلت حتى اليابان الدولة الصناعية الكبرى والرائدة فى التكنولوجيا أعلنت تأجيل أضخم وأقدم فعالية رياضية فى العالم وهى الأولمبياد خوفا من فيروس كورونا.
صناعة الرياضة العالمية قبل قبول مصر التحدى وعدم تأجيل كأس العالم لكرة اليد، كانت فى مأزق وتتعرض لشبه حالة انهيار يتأثر بها بالطبع مئات الملايين من العاملين بهذه الصناعة حول العالم.
لم يكن هناك أحد يمكنه لوم مصر على التأجيل أو الإلغاء بل كانت غالبية الدول المشاركة فى البطولة ونجوم اللعبة يتوقعون ذلك ويتخوفون من القدوم إلى مصر للمشاركة فى كأس العالم.
مع أول أيام البطولة وحتى اختتامها أمس بفوز الدنمارك، الكل أشاد بمصر وإمكاناتها وقدرتها على حسن التنظيم والترتيب واستضافة 32 فريقا رغم التحديات والظروف الاستثنائية التى يعيشها العالم.
نجوم العالم الذين شككوا فى إمكانية إقامة البطولة كتبوا على صفحاتهم عبر مواقع السوشيال ميديا اعتذارا لمصر وشكرا لها على التنظيم الرائع والمدهش. هانسن لاعب الدنمارك وأشهر لاعبى كرة اليد فى العالم أبدى تخوفه قبل انطلاق البطولة. الآن يعلن خطئه فى التقدير لقدرة وإمكانات مصر فى التنظيم ووجه شكره لمصر. كافة اللاعبين زاروا معالم مصر الأثرية وخاصة منطقة الأهرامات انبهارا الماضى والحاضر واعجابا بالتاريخ والواقع التى تعيشه الدولة المصرية.
مكاسب البطولة كثيرة سواء للفريق المصرى الذى أدى مباريات رائعة حتى آخر مبارياته مع الدنمارك بطل العالم أو لمصر – وهذا الأهم- فقد أنقذت مصر صناعة الرياضة المصرية وأصبحت مؤهلة وقادرة على تنظيم كبرى الفعاليات الرياضية. البنية الرياضية والمنشآت التى تم إنجازها فى وقت قياسى فى العاصمة الإدارية ومدينة العلمين و6 أكتوبر وتطوير الصالة الكبرى بإستاد القاهرة يؤكد أن العالم أصبح لديه الثقة الكاملة فى اسناد بطولات كأس العالم للكبار فى السلة والطائرة وكرة الصالات لمصر فى حالة التقدم لاستضافة هذه البطولات. مصر أصبحت فى منطقة أخرى بالنسبة لصناعة الرياضة فى العالم الآن بعد كأس العالم لليد للكبار.
المكاسب المباشرة وغير المباشرة كثيرة وسوف تجنى مصر على مستويات كثيرة ثمارها فى المستقبل القريب والقريب جدا. فالرياضة هى الوجه الآخر للاقتصاد والسياسة واشياء أخرى كثيرة.
فى رأى أن المكسب الأهم هو المكسب النفسي، فمصر القوية الآن نفضت عن قرارها غبار الخوف والتردد والانكفاء على الذات والبعد عن الشر و"غنيله" مثلما كان فى الماضى، وأصبحت دولة قوية تمتلك الإرادة السياسية الفاعلة والقوية فى التحدى وادهاش العالم الذى يردد الآن جملة واحدة : " شكرا مصر".