يمكن تعريف الحضارة بأنها الشكل الظاهر والمادى للثقافة التى هى مجموعة من الأفكار والآداب والعادات والتقاليد والأفعال التى تميز مجتمعا عن آخر والمبنية على قدرة الانسان على خلق الاشياء بالعلم والتكنولوجيا والإبداع.
فالحضارة ما هى إلا توصيف لثقافة المجتمع ولهذا فإن المجتمعات التى لها القدرة على امتلاك الحضارة هى التى تمتلك الثقافة الغنية الحاضنة للآداب والفنون التخصصية والمعمارية ولذلك فإن الثقافة هى باطن وروح الحضارة ولا يمكن أن يكون هناك حضارة بدون روح الثقافة.
لذلك اهتم قائد التنمية الرئيس عبدالفتاح السيسى بإنشاء مدينة الفنون والثقافة فى العاصمة الإدارية والتى تعتبر أكبر مدينة فنية وثقافية فى الشرق الأوسط وأفريقيا على مساحة حوالي 127 فدانا وتنشأ وفقا لأحدث المعايير الفنية وأرقى التصميمات الهندسية فى العالم والتى ستكون بمثابة منارة للإبداع الفكرى والفنى والثقافي فى المنطقة، حيث تضم المدينة فى جنباتها العديد من المسارح وقاعات العرض والسينمات وقاعات التدريب وستديوهات تسجيل صوتى وقاعات مونتاج لتدريب الشباب.
والعديد من المتاحف مثل متحف الأوبرا ومتحف الشمع ومتحف الفن الحديث ومدينة للفنون مثل الرسم و النحت و الموسيقى و الأدب والشعر و مكتبة مركزية تستوعب 6000 شخص وتضم كتب معاصرة وتاريخية تم جمعها من كل دول العالم بتكليف من الرئيس عن طريق سفارات مصر فى كل دول العالم ليضمن للشباب المصرى أن يطلع على كافة ثقافات وحضارات العالم.
وحيث إن الشباب هم دائما فى فؤاد الرئيس عبدالفتاح السيسى فأمر بإنشاء أكاديمية للشباب تسمى "أكاديمية مصر للفنون والثقافة" تعنى بتدريب النشء والشباب على الموسيقى والمسرح والسينما والرسم والفنون التشكيلة والجرافيك ورعاية الموهوبين منهم بالتعاون مع " صندوق الموهوبين " الذى أمر بإنشائه تحت رعاية صندوق تحيا مصر لدعم الشباب الموهوبين وتبنيهم.
ومن المخطط له يكون افتتاح هذا الصرح افتتاحا عالميا، حيث سيتم عرض أوبرا "طيبة" التي يجرى إعدادها الآن بالتعاون مع أوكرانيا، وهذه الأوبرا مأخوذة عن رواية "كفاح طيبة" لأديب مصر العالمى نجيب محفوظ.
فهذه المدينة الثقافية الفنية تفتح آفاق العمل والوظائف لآلاف من الشباب وخاصة خريجى الاداب والفنون والتكنولوجيا والادارة.
فالعاصمة الادارية مشروع عظيم و ضخم يحتاج ادارة تسويق عالمى على اعلى مستوى باعتباره مشروع حضارى حديث يعكس فكر مصر الجديد والمتجدد وثقافتها التى تعد الحضارة الفرعونية والإسلامية هما ركائزها بحيث تسوق كفرصة لمواطني وشركات ومؤسسات العالم الراغبين فى الاستثمار أو العيش فى مدينة عالمية حضارية و اقتصادية على أعلى مستوى ووضع محفزات و مميزات مالية للاستثمار والإقامة فيها تجعلها منافسا قويا للمدن العالمية و توفر لها الريادة فى الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأن الاهتمام بها من الدولة يحظى برعاية رئيس الدولة ويشرف عليها بنفسه مكلفا لرئيس الوزراء بتذليل أى عقبة تواجه نموها السريع المخطط والمدروس بعناية باعلى مستويات التصميم و التنفيذ.
فالعاصمة الإدارية لابد أن تكون منارة افريقيا على كافة الأصعدة ولابد ان يكون هناك منحة دراسية باسم (قائد التنمية الافريقية الرئيس عبدالفتاح السيسى ) تمنح لأبناء دول افريقيا المتفوقين للدراسة فى الجامعات الاهلية المصرية و الجامعات التى ستنشأ فى العاصمة الادارية.
ونظرا للنجاح الباهر الذى حققه المستشفى الميدانى الذى أقامته القوات المسلحة المصرية فى دولة لبنان الشقيقة، وهى سنة حسنة بدأ بها الرئيس السيسى كصورة جديدة من صور القوى الناعمة المصرية لتكون بإذن الله نواة لمستشفى مصرى فى كل دولة أفريقية من دول الاتحاد الأفريقى بدأً بأشقائنا فى دول حوض النيل.
فحضارة مصر الحديثة سوف تقوم على العلم و الاخلاق و الثقافة و التعاون البناء بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى قائد التنمية وصانع الحضارة المحب للتقدم والرقى والنمو والسلام لبنى قارته الأفريقية لتحيا مصر عاصمة لافريقيا و منارة للحضارة.