هناك بعض صغار المسئولين يراهنون على ذاكرة النسيان السريعة للمصريين ويصرون على التصرف بنفس الأداء المتدني والمرتبك وان كان في كل مرة بصورة مختلفة رغم أن النتيجة واحدة وهي استفزاز مشاعر المصريين واثارة غضبهم.
لم نكد ننسى حكاية التماثيل المشوهة لكليوباترا في المنيا وعروس البحر في الإسكندرية ومشاهير أدباء مصر في بعض الميادين ,تمثال الحصان فى بلبيس وأحمد عرابى بمدخل الزقازيق الذى آثار سخرية المواطنين من افتقارها للذوق العام والتشوه البصرى وظل السؤال هل ما حدث كان تكريم ام تشويه...بالطبع كان تشويه مبين وكأنه مع سبق الإصرار والترصد..!!
الكارثة تعود من جديد وهذه المرة في طهطا في سوهاج. وطهطا هي مسقط راس رفاعة رافع الطهطاوي (1801 م – 1873م) رائد مشروع النهضة والتنوير في مصر وتحديث العقل العربي. الشيخ الأزهري الذى سافر الى فرنسا في بعثات محمد على باشا وعاد ليكتب تجربته في كتابه الشهير “تخليص الابريز في تلخيص باريز" الذي ترجم فيه نصوصا من الدستور الفرنسي عن حقوق المواطنة وما يرتبط بها من حقوق مدنية وسياسية وفكرة العقد الاجتماعي، ومكانة المواطن فى الجماعة السياسية. وعاد من فرنسا ليؤسس مدرسة الألسن ودعا لتعليم البنات.
فهل يستحق الشيخ رفاعة الطهطاوي ما فعله معه مجلس محلى مدينة طهطا...؟!
ما فعله المجلس المحلى بطهطا بالشيخ رفاعة من تشويه وانحدار بالذوق وعدم احترام قيمة الرجل وقدره وتاريخه واسهامه في مشروع التنوير المصرى يستحق تدخل فورى من وزارة الثقافة والجهات المعنية بتاريخ وتراث مصر وروادها وعقولها.
السادة المسئولين في طهطا تفتق ذهنهم وساحت عبقريتهم الفذة لتكريم رفاعة الطهطاوي بوضع صورته على حوالى 5 آلاف توكتوك تم ترقيمها في المدينة. المسآلة هنا ليس في ضآلة وبؤس الفكرة فقط وانما في مكان وضع الصورة وما يمثله التوكتوك من عشوائية وفوضى مرورية وتلوث سمعى وبلطجة أحيانا. وهو ظاهرة مرورية استثنائية في مصر
السيدة فريدة سلام رئيس مجلس محلي مدينة طهطا، وصاحبة الفكرة، ترى في وضع صورة الطهطاوى على التكاتك تكريما له باعتباره رمزا للمدينة وليس بها أي إهانة لاسم رائد التنوير في مصر، لأننا فكرنا في منح هوية معينة ممثلة لطهطا، مؤكدة أنها في البداية ترددت حتى لا يتم تفسير الأمر على أنه إهانة لعلم من أعلام مصر.
وكما تضيف " احنا حبينا نقول شىء آخر وهو أن التوك توك أصبح شىء مرخص من الدولة بعد أن صار أمر واقع، ولا يحصل على اللوحة المعدنية بصورة رفاعة الهطهاوى إلا بعد الترخيص وخط التسيير ويكون قانوني وينطبق عليه السن، وليس عليه شبهات فهو نسيج أساسى من نسيج البلد، لذلك يستحق أن يحصل على لوحة بصورة رمز من رموز الدولة كلها، وهو ما نحاول بثه فى الشباب".
هذا هو راي صاحبة الفكرة السيدة فريدة رئيس المجلس المحلي وقناعتها بالفكرة..لكن ما رأى السادة المسئولين عن حماية التراث المصري برموزه وقادته. هل فعلا خير تكريم للطهطاوي هو وضع صورته على لوحة معدنية على التوكتوك..؟. وماذا لو سال احد الركاب سائق التوكتوك عن صاحب الصورة فماذا سيجيبه..هل هو صاحب التوكتوك أو قريب السيد المحافظ...!!