فى الساعة التاسعة و42 دقيقة بتوقيت القاهرة... السابعة و42 دقيقة بتوقيت الإمارات أمس الثلاثاء.. كانت دولة الإمارات العربية الشقيقة والعرب جميعا مع لحظة إنسانية تاريخية فاصلة فقد نجح مسبار الأمل الإماراتى فى الوصول إلى الكوكب الأحمر.. المريخ لتضرب الإمارات موعدا مع التاريخ والإنجاز وتحمل وتحلق بأحلام العرب فى الوصول إلى الفضاء.
بالتأكيد الحلم الذى تحول إلى حقيقة ليس إماراتيا فقط وإنما هو حلم مصرى وعربى، الكل كان فى الانتظار فى القاهرة وكل عواصم العالم العربى، الكل كان يتوق لإنجاز يحطم قيود اليأس وأغلال الإحباط فى إنجاز عربى والاستسلام لأحاديث التشكيك فى القدرة والإرادة.
دعونا نشعر بالفخر بالإنجاز الإماراتى الذى يمكن البناء عليه فى مزيد من الإنجازات العلمية للعرب واقتحام علوم الفضاء. دعونا نثق بأنفسنا وبإرادتنا وقدراتنا باننا نستطيع ولما لا ونحن السباقون فى العلم من مكتبة الإسكندرية القديمة الذى تعلم فيها فلاسفة اليونان وحتى علماء الإسلام من ابن سينا وابن الهيثم وابن النفيس وجابر ابن حيان وحتى أحمد زويل.
علينا أن نزهو ونثق بأنفسنا ولا نلق بالا للمهزومين والمتشككين والمشككين، والمحبطين لكل عمل وإنجاز. علينا أن نفتخر بما حققناه متمثلا فى قطر عربى شقيق ونفرح بحلم زايد الذى تحقق منذ نشأ الدولة وعمل عليه الأبناء من بداية برنامج الفضاء الإماراتى واطلاق مسبار الأمل فى رحلته إلى الفضاء منذ 7 أشهر وحتى يوم 9 فبراير ليعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى على تويتر: "تمت المهمة بنجاح".
أصبحت الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة عالميا تصل إلى المريخ والثالث الذى يحقق هذا الإنجاز فى محاولته الأولى ليتاح للمسبار البدء فى إرسال بيانات عن الغلاف الجوى هناك، ومن المقرر أن يظل فى مداره فترة عامين أو "سنة مريخية" لدراسة طقس وجو الكوكب الأحمر مستعينا بثلاثة أجهزة علمية متطورة.
الرئيس عبد الفتاح السيسى هنأ الامارات وكتب على صفحته "تابعت بكل فخر وصول مسبار الأمل إلى كوكب المريخ وهو ما يعد خطوة غير مسبوقة فى مجال البحث العلمي، تبشر بنهضة علمية فى المنطقة العربية."
"تحية لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة قيادةً وشعباً ولكل نوابغها الذين خططوا وصمموا لهذه التجربة فى محاولة خلق واقع جديد رغم كل التحديات البالغة فى الوقت الراهن. لن تكون التجربة نهاية المطاف فى استكشاف آفاق جديدة فى عالمنا الكبير، فالعقل العربى طموح لا يعرف المستحيل."
الذاكرة الإنسانية لن تنسى ابدا يوم 9 فبراير 2021.. وهو يوم الانتصار الإماراتى العربى فى غزو الفضاء والوصول للمريخ، كما لم تنسى ف12 أبريل عام 1961 مع تدشين الاتحاد السوفيتى بداية عصر رحلات الفضاء. ولن تنسى الذاكرة الإنسانية هزاع المنصورى أول رائد فضاء إماراتى كما لم تنسى يورى جاجارين أول رائد فضاء إلى الفضاء
لم تكن مفاجأة لأحد عندما أعلنت الامارات عن برنامج للفضاء الوطنى فقد كان هذا هو الحلم والطموح منذ السبعينات. وظل الحلم يراود العقول والقلوب حتى تحقق وبدأ إعداد الكوادر الإماراتية المتخصصة فى علوم الفضاء الجوي، حتى بات الحلم حقيقة يوم 9 فبراير 2021، والحلم الأكبر هو بناء أول مستوطنة هناك بحلول عام 2117.
وصول مسبار الأمل إلى كوكب المريخ يوم، الثلاثاء، هو بمثابة تاريخ جديد ورسالة الى العرب فهذه الخطوة غير المسبوقة تعنى أن زيارة الفضاء أصبحت مفتوحة أمام العرب بعد أن كانت قاصرة فقط على الغرب والدول المتقدمة وأصبح من حق كل عربى أن يفخر بالانضمام إلى العالم المتقدم على بساط الامارات وبقيادتها
انجاز الامارات يؤكد أن العرب تواقون إلى العلم، وأن اعتبارهم طوال الوقت عبء على التقدم والمدنية غير صحيح والترويج الظالم بأنهم لا يأخذون بأسباب التقدم هى دعاية ظالمة من أعداء هذه الأمة التى أنقذت البشرية من الظلام والتخلف وأضاءت الطريق أمامه نحو العلم والتقدم. هنيئا للعرب وهنيئا لأبناء زايد الخير بهذا الإنجاز المبهر وفى انتظار إنجازات أكبر وأعظم.