حالة من القلق أصابت أولياء أمور طلاب المرحلة الإعدادية وطرحت التساؤلات كيف يتم ضم ترمى المرحلة الإعدادية؟ وكيف يتم امتحان طلاب الإعدادية مرة وحدة آخر العام؟ وكيف سيتصرف أولياء الأمور مع أبنائهم لاحتواء المنهج الكبير؟ وكيف يقوم طالب الإعدادية باستيعاب هذا الكم من الدروس ومنهج فصلين دراسيين ككتلة واحدة؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تدور فى عقول الآباء والأمهات فى البيوت المصرية، بمجرد أن أعلن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، تفاصيل المرحلة المقبلة لطلاب المدارس خلال المؤتمر الصحفى فى 14 فبراير.
فبمجرد أن تم الإعلان عما يخص المرحلة الإعدادية انتابت حالة من الفزع والقلق الآباء والأمهات، حول مستقبل أبنائهم فى تلك المرحلة الحاسمة وتفوقهم تمهيدًا لدخولهم المرحلة الثانوية سواء "العامة أو الفنية أو التجارية"، كل حسب قدراته وميوله، فكيف يستوعبون مسئولية ضم الترمين وهم مازالوا أطفالا؟ كيف يفهمون ويحفظون كل هذا؟، لا أدرى بكل صراحة!
يا سيادة الوزير كيف اعتبرت أن طالب الإعدادية مثل طالب الثانوية العامة الشاب أو الشابة الذين نضج فكرهم وتشكل وعيهم وحددوا مصيرهم الذى يتطلعون إليه، فهم على شفا جرف لعبور بوابة المستقبل ويصبحون بعد ذلك شركاء أساسيين فى تنمية المجتمع من خلال عملهم الوظيفى، كيف نضع طالب الثانوية الناضج مع طالب الإعدادية الطفل بحكم السن، ونضم له ترمين وهو مازال طفلا نعم إنه طفل، ترك المرحلة الابتدائية منذ سنوات قليلة جدًا، لكنه لا يزال يلعب كطفل صغير، ويحلم بقدوم الإجازة حتى يلتقط أنفاسه ويلعب مع هذا ويتنزه فى المكان الفلانى، وربما يكون الجسد جسد شاب لكن العقل عقل طفل وهذا ليس تقليلا منه بل هو أمر طبيعى لطفل صغير.
هذه الحالة لم تصب أولياء الأمور فقط بل أثرت فى نفوس الطلاب أنفسهم، فأصابتهم بحالة من الخوف والهلع والمسئولية السابقة على عمرهم، بأنهم فى لحظة أصبحوا مكلفين بفهم وحفظ واستيعاب كم كبير وهائل من المناهج لمجموعة من المواد المختلفة "علوم ودراسات اجتماعية ولغة عربية وإنجليزية ورياضيات وتربية إسلامية والكمبيوتر"، لتنهمر الدموع من عيونهم البريئة، وهذا كله واضح من خلال جروبات على مواقع التوصل الاجتماعى تضم ملايين من أولياء الأمور والتلاميذ، فردود الأفعال ليست خفية على أحد.
يا سيادة وزير التربية والتعليم كل البيوت المصرية تعتبرك أبا لكل طالب وطالبة، ومصدرا للأمان وحارسا لمستقبل هؤلاء لتعبر بهم لمراحل متعاقبة، لماذا لا يتم تحديد أسبوع واحد فقط لإجراء امتحان الترم الأول لهم، على أن تطبق الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا، مثلما سيتم مع طلاب المراحل من الرابع الابتدائى وحتى الصف الثانى الإعدادى لنخفف عنه عبئا كبيرًا لا يستطيع أطفال مثلهم تحمله كله مرة دفعة واحدة.
هذه التساؤلات وغيرها ربما يكون لها إجابات لدى معالى الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم الذى يحاول أن يضع رؤية حقيقية لمستقبل التعليم فى مصر وتطوره بشكل أفضل، وهذا ما لمسناه خلال فترة توليه الوزارة، لكننا نلتمس منه وهو الحريص على طلاب مصر تخفيف حالة التوتر داخل البيوت المصرية من خلال إصدار بيان مخصص لأبنائه طلاب الإعدادية، يوضح الأمر برمته فربما هناك أمور لا يعلمها أولياء الأمور، وقد تكون فى صالح هؤلاء الطلاب، ولا يسعنى فى النهاية إلا مناشدة الدكتور طارق شوقى بمراعاة حالة ملايين الأسر المصرية والترفق بأولياء الأمور وبطلاب المرحلة الإعدادية الأطفال، ولدينا كل الثقة فى الله ثم فى سيادته لبث الطمأنينة فى النفوس.