ظهرت الأهمية الاستراتيجية لموقع مصر الجغرافي منذ قديم الأزل و لكن لم يتم التفكير فى أن يستفاد منه اقتصاديًا فى العصر الحديث إلا فى عام 1851 ميلاديا أى في خمسينيات القرن التاسع عشر بتكليف إحدى الشركات الإنجليزية بإنشاء خط سكة حديد يربط بين القاهرة والإسكندرية بطول 209 كيلو متر يعد الأول فى الشرق الأوسط وثانى سكك حديدية فى العالم بعد بريطانيا، حيث استعانت الشركة "بروبرت ستيفنسن"، ابن مخترع القطار البخاري، وتم توقيع العقد بقيمة 56 ألف جنيه إنجليزي وقتها، وعليه أصبحت التجارة بين أوروبا والهند تمر عن طريق مصر، فالسفن تأتي من أوروبا إلى ميناء الإسكندرية، ثم تنقل برًا إلى القاهرة، ومنها إلى ميناء السويس لتسير بحرًا في البحر الأحمر ثم المحيط الهندي لتصل إلى الهند، وبدأ العمل فيه سنة 1852 وتم فى سنة 1856.
اليوم وبعد مرور 170 عاما يقوم الرئيس عبدالفتاح السيسي قائد التنمية بتدعيم الأهمية الاقتصادية لموقع مصر الجغرافي بإنشاء منظومة جديدة للنقل وبالأخص التجاري وهى منظومة شبكة القطار الكهربائي السريع بحيث تربط جغرافيا مصر على امتدادها بطريقة لم يسبق أن شهدتها البلاد من قبل، سبعة خطوط يبلغ طولها حوالى 2000 كيلومتر بحيث ترتبط كافة أنحاء الدولة بعضها ببعض وبالأخص كل الموانئ بالمناطق الصناعية ومناطق التنمية الجديدة. مشروع قومى تنموي جديد لقائد التنمية بل هى شرايين جديدة للاقتصاد لتجذب المزيد من الاستثمارات لتتدفق فيها، حيث يأتي من أهم أهداف المشروع توفير 500 ألف فرصة عمل مباشرة نعم نصف مليون فرصة عمل مباشرة للمصريين خلال تنفيذ المشروع، فضلا عن زيادة تنافسية مصر عالميا وإقليميًا فى مجال النقل التجاري كميزة تنافسية مع قناة السويس ومن خلال ربط موانئ مصر على البحر الاحمر بموانئها على البحر الأبيض من ميناء السخنة إلى ميناء الإسكندرية وميناء جرجوب غرب بمطروح، وسيتم المرور بمحطات لنقل الركاب ومحطات لتحميل البضائع، حيث أن في العين السخنة ستكون محطة لتحميل البضائع من الميناء نفسها أو من المنطقة الصناعية بقناة السويس، ثم بالعاصمة الإدارية الجديدة ستكون بها محطة «ركاب وبضائع»، ثم بالقاهرة الجديدة «منطقة صناعية»، ثم «سكان» بمحطة محمد نجيب، ثم حلوان لنقل «السكان والبضائع» ثم محطة البدرشين فى الجيزة منطقة «صناعية وسكان»، ثم قلب مدينة السادس من أكتوبر، ثم مدينة السادات الصناعية، ثم منطقة برج العرب التجارية والمطار، ثم إسكندرية والعلمين الجديدة، ليمتد بعد ذلك حوالى 200 كيلو حتى مطروح. خط آخر من الغردقة إلى سفاجا وقنا والأقصر ليخدم عمليات الاستيراد والتصدير فى الصعيد وكذلك سيخدم قطاع السياحة لتستغرق الرحلة من الغردقة الى الاقصر ساعتين فقط. فالمشروع فضلا عن فرص العمل الجديدة يساهم فى الحفاظ على العمالة المصرية الحالية فى مختلف القطاعات التى تصب فى المشروع خاصة فى ظل جائحة كورونا فنصيب الشركات المصرية المنفذة للمشروع حوالى 5.2 مليار دولار أمريكى أى حوالى 80 مليار جنيه والتى ستقوم بالحفر وشق الطرق فى الجبال وتوريد مواد الإنشاء وإنشاء المحطات والأسوار وتنسيق المواقع المحيطة. عملية تنشيط لأسواق الدولة الإنتاجية و شركاتها، وتدعيم لأهمية مصر الاستراتيجية والاقتصادية.
حلول غير تقليدية لمشاكل الوطن الاقتصادية المزمنة بمشروعات تنموية صديقة للبيئة تفتح آفاق لوظائف جديدة وفرص عمل للشباب الشغل الشاغل للرئيس السيسي قائد التنمية للدولة المصرية الحديثة لتحيا مصر سباقة و عظيمة بأفكار وسواعد أبنائها المخلصين.