إذا طالعت "صفحات الحوادث" المتخصصة، والمواقع الاخبارية خلال الأيام الماضية، لا تخلو من أخبار حول "اختفاء بعض الفتيات"، في مناطق عدة، وأخبار عن عودة فتيات كانت مختفية.
الأمر زاد عن حده في الأونة الأخيرة، خاصة في ظل تدفق الأخبار والشائعات عبر السوشيال ميديا، وتضخيم الأمور بصورة ملفتة للانتباه، تجعل القلق يتسرب لمنازلنا الآمنة.
جهود ضخمة يبذلها رجال الشرطة، بمجرد تحرير محضر عن اختفاء فتاة، وفرق بحث تتكون، وساعات عمل طويلة، ليكتشف الجميع عقب ذلك، أن الأمر مجرد "خلافات عائلية، أو بسبب ظهور حبيب، أو صديق عبر السوشيال"، وأنه لا يوجد اختطاف، وإنما "دلع بنات".
هذه الوقائع المتكررة، تدق ناقوس الخطر، وتلفت الانتباه، لوجود مشاكل لدى بعض الأسر يجب حلها، قبل تفاقمها ووصولها لمحاضر الشرطة.
الأمر يبدأ بـ"شات" عبر الفيس بوك بين الفتاة وشاب، يتحدثان معًا، "تفضفض" له عن المشاكل الأسرية المحيطة بها، فيبدأ نسج خياله حولها، مستفيدًا من مشاكلها الأسرية، فتسلم له عقلها وقلبها معًا، لتبدأ رحلة الهروب، و"تقف الدنيا ما تقعدش على السوشيال" باعتبار أن الفتاة مخطوفة.
الأمر يحتاج لرقابة من الأسرة لأبنائها، واحتواء حقيقي لمشاكلهم، وعدم تركهم فريسة للسوشيال، لا سيما أن بعض الأسر تخلت عن دورها وحلت بدلًا منها "الأسرة الافتراضية"، التي تتابع الأبناء عبر منصات السوشيال ميديا، وتدير حياتهم من خلال "الجروب الأسري"، فلن يربي أبنائنا "الشات" والـ"لايك"!!، وإنما يحتاجون جهد حقيقي، فهي "أمانة"، عجزت الجبال عن حملها وحملها الإنسان، فأصبح راعٍ ومسئول عن رعيته.