المتابع لنشاطات الدولة المصرية، فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، خاصة فى ملف القضاء على الإرهاب، ومحاربة الفكر المتشدد، يدرك بوضوح أن فكرًا جديدًا وإبداعًا راقيًا وشاملًا، يقود حركة الدولة المصرية نحو آفاق جديدة لم تكن متبعة من قبل، إلا على سبيل الطرح النظرى والحديث الإعلامى فقط، فكلنا ندرك الصلة الوثيقة بين تنامى حركة الجماعات الإرهابية على اختلاف توجهاتها وتباين أفكارها. وبين حالة التدهور الاقتصادى وانتشار الفقر والأمراض والجهل وزيادة رقعة المناطق العشوائية التى تعج بالمشاكل والجرائم، وما يغزوها من آفات وأمراض أخلاقية واجتماعية وفكرية، بسبب صعوبة سيطرة الدولة عليها، لم يكن خافيًا على أحد أن العشوائيات وغياب الخدمات وزيادة معدلات الفقر والبطالة وتوقف حركة التنمية، كانت بيئة خصبة لإفراز مزيد من جماعات الفكر المتطرف، ومن ثم فإن التصدير الدائم للحل الأمنى وغياب الحلول التنموية والاجتماعية لم يكن إلا معالجة للعرض مع بقاء المرض، بل وزيادته وانتشاره انتشار السرطان فى الجسد، لأن هذه الجماعات كانت تعمل، ليلًا نهارًا، بشكل منظم، سمح لها بتكوين كيانات ومؤسسات اقتصادية ودعوية وعلمية وجذور تمددت وتنامت حتى كاد أن يتعذر اقتلاعها.
وفى عهد فخامة الرئيس السيسى، تغير الوضع تمامًا، وأصبحت المواجهة شاملة، وهو الأسلوب الأمثل والأجرأ الذى انتهجه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وعزمت الدولة المصرية على اقتلاع سرطان الإرهاب من جذوره، وكانت ثورة التنمية الاقتصادية الشاملة والتحديث الدائم والمستمر أكبر ضربة تقضى على الإرهاب فى تاريخ مصر، ولقد أدركت جماعة الإخوان وأذرعها الإعلامية خطورة استمرار الدولة فى ثورة الإصلاح الشاملة التى قام بها الرئيس السيسى، وبثت هذه القنوات الضالة أكبر حملة تشويه للمشروعات القومية التى تقوم بها الدولة المصرية، وما زالوا يخرجون من كذب ويدخلون فى كذب أكبر منه، والواقع على الأرض يفضح كذبهم يومًا بعد يوم، فكل مشروع جديد مسمار جديد فى نعش الجماعة، وكل طريق يشق فى قلب الجبال الوعرة هو جزء من طريق اللاعودة لجماعات الظلام، وكل منطقة عشوائية يقضى عليها وتستبدل بمنطقة حديثة راقية تحفظ للمواطن المصرى كرامته، ما هى إلا ضربة قاصمة لظهر هذه الجماعات المارقة. ولم يترك الرئيس السيسى ملفًا إلا فتحه، ولم يترك مجالًا يحتاج تطويرًا وتحديثًا إلا مد إليه يد العناية والإمداد والتمويل، وانظر بنفسك لترى أثر القضاء على العشوائيات البائسة وإنشاء الأحياء الراقية الحديثة للمواطن المصرى حتى يشعر بالعزة والكرامة، انظر بنفسك إلى مبادرة الحماية الصحية للقضاء على الأمراض المزمنة كالفشل الكبدى وفيروس سى وأمراض الفشل الكلوى والسكر والضغط وأمراض القلب وتقزم الأطفال والأورام، مع التوسع فى إنشاء المستشفيات الحديثة فى القرى والنجوع، للقضاء على معاناة المواطنين المرضى وذويهم فى الأرياف والمناطق البعيدة عن المدن، وانظر بنفسك إلى مبادرة «حياة كريمة»، وهى أكبر مظلة تكافل اجتماعى تشهدها مصر، حيث وفرت للمصريين فرص عمل ومشروعات صغيرة ومتوسطة، ووفرت الدعم المالى المناسب لغير القادرين على الكسب، ولا شك أن كل هذه المبادرات قد أثرت تأثيرًا إيجابيًا فى تراجع معدلات الفقر والمرض وكل الأمراض الاجتماعية، وفتحت هذه المبادرات آفاقًا جديدة من الأمل والعمل والإنتاج والرغبة فى التطوير للمواطن المصرى الذى أصبح ينظر إلى المستقبل المشرق له ولأولاده بعين الأمل والرجاء، وزادت ثقة المواطن فى الدولة المصرية، وما حققته وما تحققه من إنجازات فى صالح المواطن.
كما تهاوت قدرة الأذرع الإعلامية الخبيثة، ولم تعد قادرة على ترويج المزيد من الشائعات والكذب، فقد باتت نواياها مفضوحة، وخططها مكشوفة لدى كل المصريين، فقد ازداد وعى المواطن المصرى وقدرته على التمييز بين الحق والباطل، كل هذه المؤشرات تدل على أن فخامة الرئيس السيسى، يتحرك بمنهج دقيق وبعلم واسع وبخطى ثابتة واثقة مبدعة، وبحب كبير لهذا الوطن، وبإخلاص وصدق لا يستريب فيهما عاقل، ولا يجادل فيهما إلا جاحد، إن ما يتحقق فى مصر الآن من نجاحات وإنجازات أمر غير مسبوق فى تاريخها، ولا بد على قادة الفكر والعلم والرأى أن يساندوا ذلك المشروع الحضارى العظيم الذى يضع مصر العظيمة فى مكانتها اللائقة بها بمقتضى تاريخها العظيم وريادتها المشهود بها فى جميع المجالات.
إن مصر العروبة ومصر الحضارة ومصر التنوير والريادة قادرة بعقول وسواعد أبنائها أن تقضى على التطرف والإرهاب الذى نما وتمدد فى فترة استثنائية لن تعود إن شاء الله، فكلما زاد نور العلم والحضارة انقشع ظلام الجهل والإرهاب والتطرف، وكلما سرنا على درب التقدم والتحديث وكنا فى مقدمة صفوف صانعى الأمل لهذه الإنسانية تراجع صانعو الإرهاب خطوات إلى الخلف. وكلما زادت حركة البناء والتعمير تقهقر الهدامون الذين أوهموا العامة أنهم بناؤون، إن يد المواطن المصرى التى صنعت قديمًا حضارة أذهلت العالم وما زالت تحير كبار العلماء والمتخصصين، قادرة على نحت حضارة جديدة راقية فى مجالات التعليم والتكنولوجيا والرقمنة والطب والاقتصاد، ما زالت مصر غنية بالمواهب الفذة والقدرات الفائقة، وما زال الأمل كبيرًا فى أن تشرق شمس الحضارة كما كانت دائمًا من قمة الأهرام لترسم على لوحة الأرض الخصبة المروية بماء النيل أن أبناء مصر قادمون.