يتوج المسار الديمقراطي بالاستحقاق الأخير وهو انتخابات الحكم المحلي، فهل تنجح المحليات الآتية بعد احتياج حقيقي على كافة المستويات لاستعادة هذا الدور الذي يشكل غيابه انتقاص شديد لإتمام باقي الأدوار أو على الأقل لإبراز حجم الجهود المبذولة من كافة المؤسسات سواء التنفيذية أو التشريعية أو حتى المجتمع المدني؟
فالحكم المحلي هو المعايش للتفاصيل التي تزعج المواطن بشكل يومى للمستوى الذي قد يزيد من احتقان المواطن، ولعلها من النوع عديم الكلفة، فقط حسن إدارة وضمير يقظ، كفيلين أن يمر اليوم بمزيد من الأريحية.
إن عضو المجلس المحلي يرفع عن العضو البرلماني أعباء الانخراط في الخدمات العامة، ليتفرغ لدوره التشريعي المنوط به من الأساس. والدائرة الأسعد حظا هي التي يتعاون فيها الطرفان لتقديم أفضل خدمة، محققين التكامل المنشود.
كما أن عضو المجلس المحلي يبرز جهود الحكومة فى الوحدة المحلية، ويحقق منها أكبر مردود متاح لتصل الخدمة للمواطن، بشرط التزام الجدية في استخدام الصلاحيات الرقابية على أداء الحي أو المحافظة، ليقوم كل بدوره في التوقيت المناسب، ولسد أى مدخل للفساد الذى طالما كان السبب الرئيسي في انهيار ثقة المواطن في الأداء الحكومي، فلا تذكر كلمة محليات إلا ويتبادر إلى الذهن دلالات الفساد، فهل تتغير الصورة فى هذا الملف كما تغيرت في ملفات أخرى؟
الإجابة بيقين نعم، إذا ما حظينا باصدار قانون للمحليات يتسق مع احتياجات المرحلة ومفسر للنص الدستوري في هذا الشان، فالتوجه العام والسائد في كافة المؤسسات يسير بكل المؤشرات في المسار الصحيح، سواء فى الأداء الحكومي أو في مجلس النواب، الجميع يسعى للتكامل وبالتالي سوف يمتد هذا التوجه إلى الحكم المحلي أيضا، بالإضافة إلى أن المشاركة القوية للمرأة المنصوص عليها دستوريا سوف تدفع بالمنظومة للنجاح، فالمرأة أكثر قدرة على إدارة التفاصيل والاستغراق بها، وهي سمة من سمات الحكم المحلي. كما أن المرأة أكثر إدراكا لطبيعة مشاكل المحليات لأنها المتضرر الأول من مشكلاتها والأكثر تعايشا معها، والأهم هو قدرة المرأة على التواصل مع المجتمع المدني، واكتساب الدعم المجتمعي بكفاءة للوصول لنتائج أفضل بكلفة أقل.
تظل أزمة القبول المجتمعي لترشح المرأة والتشكيك في قدرتها هما التحدي الأكبر الذي واجهته المرأة بكل البراهين الممكنة، وبالرغم من ذلك لم تتمكن من اجتياز حواجز الأعراف الراسخة في ذهن المواطن. وعليه فإن وجدت الإرادة الحقيقية للحصول على القيمة المزدوجة بإصلاح منظومة الحكم المحلي وتحقيق التوسع في الدمج المجتمعي للمرأة المنصوص عليه في رؤية مصر 2030، فعلينا أن نجتهد في تحفيز الناخبين على منح المرأة تلك الفرصة مبرهنين بما حققته على مدار الفرص الممنوحة من القيادة السياسية.
فهل يمنح الناخب صوته لامرأة مرشحة على مقعد مجلس محلى؟
عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، عضو مجلس الشيوخ