لم يفرق كونه هداف الفريق أو أنه الأكثر حسما في المباريات، وابدا لم يشغل بال الجهاز الفني والجماهير مدى تأثير كهربا داخل الملعب، أمام أهمية تقويمه ومعاقبته بالإيقاف والتغريم المالي إزاء خروجه عن السلوك القويم في تعامله مع مدربه موسيمانى، وظهر نوع من الارتياح وسط الجماهير الحمراء على هذا القرار التربوى.
كالعادة داخل الأهلى، يكون تغليب المبادى هو الأهم والحفاظ على السلوكيات في المقام الأول قبل أي شيء ويأتي بعده كل شيء، وهو ما عهدناه عبر سنين طويلة فائتة من أيام عادل هيكل في الستينيات مرورا بجيل الثمانينات وواقعته الشهيرة مع مدربه محمود الجوهرى وما شابه مع التوأم حسام وإبراهيم حسن وإبراهيم سعيد وغيرهم الكثير.. مهما بلغت نجومية أي لاعب يبقى الكيان والحفاظ على الأخلاق داخله هي النجمة الأكبر التي تنير سماء القلعة الحمراء وتبقى عليها مثل المصباح المنير أمام اى غمامات تصدر من كائن من كان بداخله.
ما حدث من صدور عقوبة جديدة ضده من الجهاز الفني بالإيقاف مدة شهر عن المباريات وغرامة 200 ألف جنيه، يؤكد ان كهربا لا يتعلم من أخطائه وغير قادر على تغيير شخصيته الانفعالية البعيدة كل البعد عن الاحترافية في التعامل سواء مع زملائه أو الجهاز الفني أو حتى الخصوم .. وما أكثرها عقوبات فرضت عليه مرارا وتكرارا منذ ارتدائه القميص الأحمر دون أن يتعلم منها أو يستعيد صوابه.. هو ممكن يستعيد صوابه بالكلام فقط ولكن عند الأفعال تراه لا يفرط فى أي فرصة للتعبير عن طبيعة شخصية التي لا تناسب سوى اللاعبين الهواة.. وهذا لا يليق بالأهلى المحترف في كل تعاملاته.
والمؤكد أن إصرار موسيمانى على ابعاد كهربا عن الفريق وحرمانه من المباريات والتدريبات الجماعية، يؤكد أن جرم اللاعب كبير ولم يكن هناك مساحة من المدرب الجنوب أفريقي للتسامح أو حتى الاكتفاء بفرض عقوبة مالية.. هو لم يعد يطيق وجوده وأراد أن يكون عبرة لباقى اللاعبين حتى يستطيع أن يحكم سيطرته على "أوضه اللبس" المكان السرى والمعبر عن شخصية أي فريق، وأى مدرب لا يستطيع السيطرة على "اوضه البس" سيفلت منه زمام الأمور ومعه لا يستطيع إحكام قبضته على اللاعبين داخل وخارج الملعب ما قد يؤدى على انفراط عقد الفريق.
كهربا لم يدرك أنه متابع ليس من جماهير فريقه الأهلى فحسب، وإنما أيضا جماهير الزمالك تترقب تصرفات اللاعب وتنتهز أي تصرف خاطئ منه للنيل منه بعد ترك الفريق ورحل عن الغريم، في انتظار نهاية قريبة لتجربته مع الأهلى من أجل التشفى فيه والتأكيد أن مغادرته الزمالك إلى الأهلى كانت خاطئة ولم تجدى بالنفع له أو للمنافس.. وهو ما يبدو قريبا بالفعل من الحدوث ولم يعد أمام كهربا مستقبلا سوى الالتزام أو الخروج من الباب الضيق بالانتقال إلى نادى اخر ليواصل مشاغباته وينهى مسيرته مبكرا رغم موهبته الكبيرة.