انزلاقات ليفربول ورحيل كلوب؟

انزلاقات مستمرة تتواصل وهزائم تاريخية تتوالى ..ليهوى معها ليفربول إلى مرحلة ضياع شبه كامل في الدورى الإنجليزي الذى يحمل لقبه، لدرجة وصلت به إلى المركز السابع على لائحة الترتيب بعدما تلقى الخسارة الثامنة له هذا الموسم أمس أمام تشيلسى، ويخرج بأسوأ رقم سلبى لم يتحقق على مدار تاريخه الممتد منذ 129 عام عندما تأسس النادي ، حيث خسر الريدز 5 مُباريات مُتتالية على ارضية الانفيلد للمرة الأولى. ورغم أن تاريخ الدوري الإنجليزي يقول انه لا يوجد هنالك بطل مسيطر على مدار السنين إلا نادرا.. لكن نحن هنا ليس بصدد مناقشة اتضاؤل فرص ليفربول في الحفاظ على لقبه.. الازمة هنا أكبر مما كان يتخيله أكثر المتشائمين في ظل التدهور المزرى للريدز لدرجة قد تصعب من مهمته في اللعب ب تشامبيونز ليج الموسم المقبل. تساؤلات عديدة طرحت نفسها على الرأي العام العالمي، حول أسباب هذا السقوط غير المتوقع لليفربول بعد تتويجه بدورى أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي وكاس العالم للأندية في سابقة نادرا ما تحدث مع الريدز أو غيره من فرق العالم، ارتكزت أغلبها حول الألماني يورجن كلوب مدرب الفريق الذى حظى السنوات الأخيرة على إشادات واسعة نصبته المدرب الأفضل في العالم والأن أصبح محل انتقادات كبيرة، فضلا عن أمور أخرى مرتبطة بالظروف التي يعيشها الفريق الأحمر في مقدمتها إصابات عدد من النجوم وعدم وجود البديل الكفء. وإذا ما تكلمنا عن كلوب.. نأخذ الحديث من على طرف لسان السير اليكس فيرجسون الذى توقع ما يحدث الأن عندما أكد في تصريحات سابقة أن المدرب الألماني أسلوبه مرهق جدا للاعبين وقد يحقق بطولة في المدى القصير ولكن على المدى الطويل سيحدث متغيرات سلبية في فريقه وستجد أغلب لاعبيه مصابين ما يساعد في انهيار منظومته سريعا ومن ثم سيرحل عن منصبه ، مثلما حدث حين وجوده مع دورتموند.. فهل تحققت نبوءة فيرجسون ؟ ربما تكون النبوءة متوافقة مع الوضع الحالي ولكن لا نستطيع أن نجزم أن النهاية سنكون بهذا الشكل. حقيقة كلوب له دور كبير فيما يعانى منه ليفربول، فمع الانبهار الذى كان الجميع يظهره حتى وقت قريب أمام قدراته التدريبية التي يدير بها الريدز، إلا أن استمراره على نفس الطريقة والرسم التكتيكي واللعب بنفس الرتم العالى لمدة 4 سنوات متتالية، دون أي ابتكارات أو مرونة تكتيكية تناسب المرحلة التي يعيشها وتتواكب مع ظروفه .. فليس كل طريقة تناسب كل الأوقات وليس كل طريقة تناسب كل اللاعبين، ويتوجب عليه إدراك ذلك سريعا والتغيير من طريقة اللعب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وحتى لا يندم في وقت لا ينفع فيه الندم. عواقب أفعال كلوب جعلت ليفربول محفوظا للمنافسين ، فلم يعد يخفى على أحد في العالم أنه يعتمد على ظهيرى الجنب كصناع لعب وصلاح ومانى على الأجنحة وعدم وجود صانع ألعاب في العمق وكذلك اعتماده على مجموعة ثابتة من اللاعبين ، ما أوصلهم لمرحلة المعاناة من شد الإرهاق أمام الجهود المبذولة تنفيذا لمنتطلبات كلوب بالضغط العالى والاستحواذ الذيى يحتاج سرعات ولياقة بدنية غير محدودة. كذلك فقد ليفربول بريقه أمام غياب الاحلال والتجديد المفترض حدوثه في الفرق الكبرى وعدم شراء نجوما كبار لسد النقص الوارد حدوثه في أي وقت، أدى إلى تهالك المجموعة المتواجدة والسقوط في حالة من الإرهاق لم يجدى معها أي اسشتفاء ما أدى إلى حدوث هزات عديدة حال غياب أحد اللاعبين المؤثرين وأبرز الأمثلة على ذلك عدم وجود مدافع ذو طبيعة وشخصية مختلفة يجاور فان دايك في قيادة الدفاع ويعوض غيابه عند الإصابة لنرى هذا السقوط المدوى في المنظومة الدفاعية والتي يتعامل معها بشكل خاطئ لكنه اضطراريا، حيث يضطر عندما يصاب المدافعين إلى الاستعانة بلاعبي الوسط فابينيو وهندرسون في الخلف ليخسر خطى الدفاع والوسط معا. وأيضا ظهر تاثير غياب فان دايك على الحارس البرازيلي اليسون بيكر الذى ظهر مهتزا متأثرا بالأمان الذى كان يشعره به المهاجم الهولندي. نقطة أخرى في غاية الأهمية مرتبطة أيضا بكلوب، وهى طبيعة شخصيته ... والتي لها مدلولات عدة : المدرب الألماني من نوعية المدربين أصحاب الطبطبة على اللاعبين ولا يسعى لأن يغصب أي لاعب حتى ولو تصرف بشكل خاطئ على المستوى الفني أو الشخصي، وهذا من وجهه نظره يهدف إلى الحفاظ على علاقته جيدة باللاعبين، ورغم أنه هذا الأسلوب قد يبدو نافعا في بعض الأوقات ولكنه غير مٌجدى في أوقات أخرى تحتاج شد حتى لا يفهم أنها ضعف شخصية مثلما يتهم كلوب الأن.. حتى علاقة اللاعبين أنفسهم والتي تبدو للعيان ولا تخفى على أحد أنها سيئة يتحمل مسئوليتها أيضا المدير الفني في ظل حالة الأنانية التي تظهر على الكثيرين منهم داخل الملعب وعلق عليها كثيرا محللى الدورى الإنجليزي واعتبروها نقطة الضعف الأكبر في ليفربول. ووضح في الفترة الأخيرة تأثير شخصية كلوب السلبية ، إذ بات الفريق في حاجة ماسة إلى إعادة تأهيل معنوى جراء النتائج الكارثية التي تتحقق مؤخرا، واستمرار تكرارها يعنى عدم قدرة المدرب الألماني على إخراج اللاعبين من حالتهم النفسية الهابطة لدرجة أخرجت الجميع عن تركيزهم وأبرز ما يدل على ذلك الفرصة السهلة للغاية التي أهدرها ساديو مانى أمام تشيلسى أمس قبل تقدم البلوز، وهى الذى لم يكن يهدر من قبل مثل هذه الفرص ويسجل أصعب منها، نفس الامر ينطبق على أكثر من لاعب تراجعت مستوياتهم بشدة الفترة الأخيرة مثل فيرمينيو وربروسون. وكذلك ظهر تاثير شخصية كلوب السلبى على النجم المصري محمد صلاح، الذى بدا غاضبا بشكل كبير عندما استبدل مبكرا أمام تشيلسى بالأمس، ليزيد من أسباب عدم راحة الفرعون داخلة قلعة آنفيلد، وتأكيد لأنباء رغبته في الرحيل وعدم الاستمرار مع ليفربول أكثر من ذلك، إزاء عدم التعامل الجيد من جانب كلوب و عدم التقدير الكافي ماديا من الإدارة وتجاهل تعديل عقده بالشكل اللائق لمكانته مع الفريق ونفس الأمر بالنسبة لارنولد. فهل تكون المرحلة الحالية هي النهاية لقصة نجاح كتبت باحرف من نور في كتب تاريخ الكرة الإنجليزية والعالمية، ويرحل كلوب عن ليفربول، خاصة بعدما فقد شهيته وشغفه مع الفريق ولم يعد يملك الجديد ليقدمه بعدما حصد البطولات التي يتنافس فيها، كما فقد الحماس والسيطرة على غرفة الملابس ، وبات من الأفضل للريدز حتى يعود لوضعه الطبيعى التغيير وياتى مدرب جديد يعيد ترتيب البيت من الداخل، ويحقق هدفه المقبل والذى بدا انه يسيطر على تفكيره وأصبح يشغله كثيرا وهو تدريب منتخب بلاده ألمانيا بدلا من لوف الذى اقترب من ختام مسيرته مع المانشافات الممتدة منذ قرابة 15 عاما عقب نهاية يورو 2021



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;