فى ظل التوسع في إنتاج لقاحات كورونا حول العالم وثبوت فاعليتها بنسب كبيرة، أصبح هناك بشائر تبعث تفاؤلا كبيرا حول معرفة وتوقع موعد الانتصار وعودة الأمن والحياة من جديد بعد أن تسبب هذا الوباء فى إلحاق خسائر فادحة لا تزال تداعياتها تتوالى على الدول بكافة أنحاء العالم.
وأكثر هذه البشائر وأهمها، التى تُنبىء عن تحقيق هذا الانتصار، أن العالم أصبح أمام إنتاج لقاحات ناجعة وفاعليتها كبيرة، الأمر الذى يُبشر بزوال الجائحة، وانقشاع الغمة، ويُمكًن العلماء أيضا من الإجابة عن السؤال المستحيل متى يستريح العالم من وباء الكورونا؟ وخاصة بعد تأكيدات التحالف العالمى للقاحات بأن هناك أملا كبيرا فى رحيل الوباء مع نهاية عام 2021.
وما يُعظم هذا الأمر، أن عددا من الخبراء والدوريات العلمية، أكدوا هذه البشرى، مرجعين هذا لعدة أسباب، أهمها الانخفاض المستمر عالميا فى عدد الإصابات الجديدة، وتواصل عمليات التطعيم باللقاحات حول العالم بشكل مكثف بعد تطعيم الملايين من البشر فى عدد كبير من الدول، وكذلك التغير فى درجات الحرارة وارتفاعها، الأمر الذى يؤدى قطعا إلى محاصرة الفيروس وانخفاض معدل الإصابات بخلاف فصل الشتاء الذى تزداد خلاله المعدلات، بالإضافة إلى حصانة الملايين من الذين أصيبوا ثم تعافوا لأنهم اكتسبوا مناعة ضد هذا الفيروس.
وهنا فى مصر، أصبحت الأمور إلى الأفضل، وخاصة بعد نجاح الدولة المصرية، فى التعاقد مع ملايين الجرعات، والبدء فى تطعيم المواطنين وأصحاب الأمراض المزمنة، بعد تطعيم الكوادر الطبية، إضافة إلى القرارات الحاسمة بشأن الأزمة، حتى مرت ذروة الموجة الثانية بأمان، وكلنا أمل فى ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة، وتأثيره على معدل الإصابات.
وأخيرا.. رغم هذه الإنجازات فى مجال اللقاحات الخاصة بمكافحة الفيروس، فعلينا أن نعلم أن التهديد لا يزال قائمًا ومستمرًّا، فالوباء لم ينتهِ بعد، بل يواصل انتشاره وحصد ضحاياه، فنعم هذه البشائر والمشاهد التفاؤلية تزيدنا إشراقا بقرب انقشاع الغمة، لكن فى نفس الوقت علينا الحذر بل كل الحذر من التهاون أو الاستهانة، لذلك من الأهمية أن يلتزم الناس بالإجراءات الاحترازية، وتحقيق التباعد الاجتماعى حتى يأذن الله تعالى بانتهاء هذه الأزمة نهائيا، وأن يمُن الله على عباده برحمته التى وسعت كل شىء..