يرفض محمود حميدة أن يسبق اسمه بالفنان أو بالنجم، ويطالب كل من يناديه أو يكتب اسمه بالالتزام بوصفه أو نعته أو تلقيبه بـ"الممثل"، الحقيقة أنني سألته ذات مرة: لماذا يا أستاذ محمود لا تحب لقب الفنان أو النجم فقال لي: مهنتي التمثيل وليست النجومية ولقب فنان ليس مهنة ولكن كل إنسان من الممكن أن يصبح فنانا في مهنته، فالطبيب الماهر فنان، والرسام المبدع فنان، والكاتب المتميز فنان وهكذا.
اقتنعت بوجهة نظر الممثل محمود حميدة خاصة أنني وجدت أن كلمة نجم أو فنان أصابها الابتذال فكل من "هب ودب" أصبح يطلق على نفسه فنانا ونجما، وهو لا موهبة ولا خبرة ولا حتى يعرف قواعد التمثيل الأساسية، و أصبحت حتى الأخبار الصحفية تسبق أسماء كل من شارك في عمل بالنجم والنجم الكبير والنجم الجبار والسوبر ستار، والميجا ستار، وأصبح هناك فوضى في منح الألقاب والأوصاف، ولذلك أنا مع الممثل محمود حميدة في اختيار لفظ ممثل ليسبق اسمه لأنه ممثل بكل ما تحمله الكلمة فمهنة التمثيل هي مهنة تحريك المشاعر وليس الصراخ والعويل والبكاء وحينما نشاهد عمل سواء فيلم أو مسلسل أو مسرحية ونعجب بممثل لأنه حرك مشاعرنا وجعلنا نصدقه مع العلم أننا ندرك أنه يمثل، فلا نقول عنه إنه نجم أو فنان ولكن لا إراديا نقول: ده ممثل.
الممثل محمود حميدة بعيدًا عن كونه قيمة وقامة كبيرة في عالم التمثيل وله مدرسته في الأداء وأسلوبه المميز كممثل، هو إنسان منضبط يعشق النظام ويقدس الالتزام، ومثقف شامل وقارئ نهم واقتناعه بأي مشروع ثقافي ربما يجعله داعمًا له بكل ما يملك من إمكانيات، ومن قبل كانت له تجربة صحفية مميزة هي مجلة الفن السابع وكانت أول مجلةٍ مطبوعة عربيًا، تخصصت بأخبار الفن والسينما وصناعتها في الشرق الأوسط، وكانت تتناول الأخبار الفنية في جميع أنحاء العالم، والتي لاقت رواجًا كبيرًا، وأنفق عليها من ماله الخاص ولم يتكسب منها مطلقًا بل خسر الكثير من الأموال بسببها.
الممثل محمود حميدة من حبه لمهنته قام بالعديد من الأدوار الأخرى الداعمة للمواهب الفنية، ففي عام 1996 أنشأ استوديو الممثل، واستعان بأفضل المختصين للقيام بذلك. وكانت الغاية من الاستوديو جعله مركزًا لتدريب وصقل المواهب الشابة، لمواكبة التطور السريع للفن وصناعته في مختلف أنحاء العالم.