ربما ستختلف معى فيما سأطرحه اليوم، ربما سأكون صادما فى رؤيتى الجديدة للشخصية المصرية الآن وما حدث لها من انقلاب خطير، ولكن ما سأكتبه هى الحقيقية المرة خاصة بعد الجريمة الكبرى التى ارتكبها بعض الهمج ضد «سيدة المنيا» التى أبكتنا جميعنا عندما ارتكب هؤلاء الهمج جريمتهم البشعة، والمتمثلة فى تجريد هذه السيدة المسنة من ملابسها انتقاما من ابنها، وهى الجريمة التى حاول بعض شياطين الفتنة الطائفية شيطنتها وإلباسها ثوب جنائية مكتملة الأركان وأن بعض المرضى النفسيين من المتطرفين حاولوا استغلالها لحرق مصر، إذن ما حدث ضد سيدة المنيا هى جريمة جنائية وأن استغلال الدين فى مثل هذه الجرائم هى عادة مصرية، لكى يتخفى الجانى فى ثياب الدين وهو ما حدث أثناء الاعتداء على سيدة المنيا وتجريدها من ملابسها، وهى الجريمة التى فضحتنا أمام العالم كله خاصه أن مرتكبيها استخدموا الدين ستارا لهم لارتكاب جريمتهم، وحاولوا بث الفتن بين المسلمين والأقباط فى المنيا للتغطية على جريمتهم البشعة، والحقيقة أن الشخصية المصرية حدث لها انقلاب خطير منذ يناير 2011، انقلاب يؤكد أننا لم نكن أبدا شعبا طيبا أو شعبا شهما أو غيره من عبارات المديح المجانى التى يوزعها البعض على شعب مصر عندما يظهر فى إحدى البرامج الفضائية.
والحقيقة أننى قد تطرقت أكثر من مرة إلى هذا الانقلاب الخطير فى شخصية المصرى، الذى خرج ولم يعد منذ 25 يناير 2011 وأن هذا الشعب قد تم اللعب فى جيناته الوراثية وتحول إلى شعب دموى، وهذا التحول بدأ عندما ارتضى المصريون حرق بعضهم البعض باسم تغيير النظام، لقد تحولت شخصية المصرى 180 درجة، وهناك مشاهد كثيرة تؤكد صدق كلامى آخرها جريمة تجريد سيدة عجوز من ملابسها فى المنيا وقبلها حوادث كثيرة، منها ما حدث فى محافظة أسوان منذ عدة أشهر من صراع دموى بين قبيلة الدابودية وقبيلة بنى هلال، وقتها قتل العشرات من القبيلتين ومنذ هذه الجريمة وأنا أشعر أن هناك تحولا خطيرا فى أطيب المحافظات فى مصر، وهى أسوان، حيث كنا جميعنا نرى أن كل العمليات الإرهابية ربما تحدث فى محافظات الصعيد، ولكن أن تحدث فى أسوان فهذا مستحيل، والحقيقية الصادمة أننا جميعنا بعد 28 يناير 2011 اختفى الكبير فى كل شىء واختفت التقاليد خاصة بعد ظهور الشياطين من الشباب، الذين اعتقدوا أنهم صنعوا ثورة وهم واهمون، لأننا بعد يناير 2011 أخرجنا أسوأ ما فينا، وتغيرت جينات المصرى فلم يعد هذا الطيب الذى لديه كبير يمكن الرجوع إليه فى كل شىء كما هى التقاليد المصرية الراسخة فى التربة المصرية، التى أنبتت كل شىء بداية من تديننا حتى مأكلنا ومشربنا. وأخيرا.. فإنه لم يعد لدى شك أن هناك قوى أجنبية يسعدها هذا التحول الدموى فى شخصية المواطن المصرى الذى أخرج أسوأ ما فيه بعد هوجة يناير الذى لم يعد يخدم إلا أعداء الوطن، وأعتقد أن المصرى طوال تاريخه لا تتحول شخصيته إلا فى حالة الفوضى، وهناك أمثلة عديدة فى التاريخ القديم والحديث عن تمرد هذا الشعب الذى بعد كل هوجة يخرج أسوأ ما فيه، هل فهمنا الآن لماذا لم يشعر أى همجى من الذين اعتدوا على السيدة العجوز بالمنيا بتأنيب الضمير ولم تظهر النخوة المصرية القديمة فى أبناء الصعيد الذين كنا نعتقد أنهم لا يمكن بأى حال من الأحوال التعرض لستات مصر؟، نعم لقد اختفت الشهامة والنخوة من المجرمين الذين اعتدوا على السيدة العجوز، لقد وجدنا منهم من يقوم بدخول المنازل وحرقها والاعتداء على سيدة عجوز وخلع ملابسها وجرها عارية فأين النخوة والرجولة والشهامة التى تغنى بها مقدمو البرامج مع بعض ضيوفهم؟ لقد خرجت كل القيم النبيلة من داخلنا واختفت فى ظروف غامضة ويبدو لى أنها لن تعود خاصة وإننى آرى التدهور فى كل شىء ليس فقط فى أحوالنا الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية بل والأخلاقية والدينية أيضًا، وأن كل هذا التدهور يدفعنا إلى التطرف الذى سيحرق مصر.